للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شَيْءٌ إِلَّا وَقَدْ عَرَفْتُهُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللهِ حِينَ نَظَرْتُ إِلَيْهِ، إِلَّا اثْنَيْنِ لَمْ أَخْبُرْهُمَا مِنْهُ: هَلْ يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ وَلَا تَزِدْهُ (١) شِدَّةُ الْجَهْلِ عَلَيْهِ إِلَّا حِلْمًا؟ فَقَدِ اخْتَبَرْتُهُمَا، فَأُشْهِدُكَ يَا عُمَرُ أَنِّي قَدْ رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَأُشْهِدُكَ أَنَّ شَطْرَ مَالِي - فَإِنِّي أَكْثَرُ (٢) مَالًا - صَدَقَةٌ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ، فَقَالَ عُمَرُ : أَوْ عَلَى بَعْضِهِمْ؛ فَإِنَّكَ لَا تَسَعَهُمْ، قُلْتُ: أَوْ عَلَى بَعْضِهِمْ. فَرَجَعَ زَيْدٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ ، فَقَالَ زَيْدٌ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ (٣). وَآمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ وَبَايَعَهُ، وَشَهِدَ مَعَهُ مَشَاهِدَ كَثِيرَةً، ثُمَّ تُوُفِّيَ زَيْدٌ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ، وَرَحِمَ اللهُ زَيْدًا (٤).

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ (٥) وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَهُوَ مِنْ غُرَرِ الْحَدِيثِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلَانِيُّ ثِقَةٌ.

* * *


(١) في (و): "يزده".
(٢) في (م): "أكثرهما".
(٣) في (ك): "محمدا رسول الله عبده ورسوله".
(٤) إتحاف المهرة (٦/ ٦٨٢ - ٧١٩٠).
(٥) قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ما أنكره وأركه!! لا سيما قوله: مقبلا غير مدبر؛ فإنه لم يكن في غزوة تبوك قتال"، وقد تقدم في البيوع مرسلا (٢٢٦٤) من حديث عبد الله بن سالم الأشعري عن محمد بن حمزة بن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده أن زيد بن سعنة بنحوه مختصرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>