للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِهَذَا (١) أَحَدٌ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا سُبْحَانَ اللهِ، وَاللهِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ مِنَ الشِّرْكِ أَعْظَمُ مِمَّا كُنْتَ عَلَيْهِ مِنْ (٢) كَهَانَتِكَ، أَخْبِرْنِي بِإِتْيَانِكَ رَئِيُّكَ بِظُهُورِ رَسُولِ اللهِ ، قَالَ: نَعَمْ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، بَيْنَا أَنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ، إِذْ أتَانِي رَئِيِّي (٣) فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ (٤)، وَقَالَ: قُمْ يَا سَوَّادُ بْنُ قَارِبٍ، فَافْهَمْ وَاعْقِلْ إِنْ كُنْتَ تَعْقِلُ، إِنَّهُ قَدْ بُعِثَ رَسُولُ اللهِ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ يَدْعُو إِلَى اللهِ وَإِلَى عِبَادَتِهِ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:

عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَتِجْسَاسِهَا … وَشَدِّهَا الْعِيسَ بِأَحْلَاسِهَا

تَهْوِي (٥) إِلَى مَكَّةَ تَبْغِي الْهُدَى … مَا خُيَّرُ الْجِنِّ كَأَنْجَاسِهَا

فَارْحَلْ إِلَى الصَّفْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ … وَاسْمُ بِعَيْنَيْكَ إِلَى رَأْسِهَا

قَالَ: فَلَمْ أَرْفَعْ بِقَوْلِهِ رَأْسًا، وَقُلْتُ: دَعْنِي أَنَمْ؛ فَإِنِّي أَمْسَيْتُ نَاعِسًا. فَلمَّا أَنْ كَانَتِ اللَّيْلَةُ الثَّانِيَةُ أَتَانِي فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ، وَقَالَ: أَلمْ أَقُلْ لَكَ (٦) يَا سَوَادُ بْنَ قَارِبٍ: قُمْ فَافْهَمْ وَاعْقِلْ إِنْ كُنْتَ تَعْقِلُ؟ قَدْ بُعِثَ رَسُولٌ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ يَدْعُو إِلَى اللهِ وَإِلَى عِبَادَتِهِ، ثُمَّ أَنْشَأَ الْجِنِّيُّ يَقُولُ:

عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَتِطْلَابِهَا (٧) … وَشَدِّهَا الْعِيسَ بِأَقْتَابِهَا


(١) في (و): "استقلني هذا".
(٢) في (و): "في".
(٣) في (و) و (ك) و (م): "رئي"، والمثبت من الإتحاف.
(٤) في (و): "بر … " كذا.
(٥) في (م): "تهدي".
(٦) قوله: "لك" غير موجود في (ك) و (م).
(٧) في (و) و (ك): "وطلابها".

<<  <  ج: ص:  >  >>