للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا زِيَادٌ الْجَصَّاصُ، عَنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيُّ ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ، فَلَمَّا رَآنِي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ". فَلَمَّا نَزَلْتُ أَتَيْتُهُ، فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْمَالُ الَّذِي لَا يَكُونُ عَلَيَّ فِيهِ تَبِعَةٌ مِنْ ضَيْفٍ ضَافَنِي وَعِيَالٍ كَثُرُوا؟ فَقَالَ: "نِعْمَ الْمَالُ الْأَرْبَعُونَ وَالْأَكْثَرُ سِتُّونَ، وَوَيْلٌ لِأَصْحَابِ الْمِئِينَ إِلَّا مَنْ أَعْطَى فِي رِسْلِهَا ونَجْدَتِهَا (١)، وَأَفْقَرَ ظَهْرَهَا فَأَطْعَمَ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ". قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا أَكْرَمَ هَذِهِ الْأَخْلَاقَ وَأَحْسَنَهَا، يَا نَبِيَّ اللهِ، لَا يَحِلُّ (٢) بِالْوَادِي الَّذِي أَنَا فِيهِ بِكَثْرَةِ إِبلِي، قَالَ: "فكَيْفَ تَصْنَعُ؟ ". قُلْتُ: تَغْدُوا الإِبِلُ وَيَغْدُوا النَّاسُ (٣)، فَمَنْ شَاءَ أَخَذَ بِرَأْسِ بَعِيرٍ فَذَهَبَ بِهِ. فَقَالَ: "فَمَا تَصْنَعُ بِإِفْقَارِ ظَهْرِهَا؟ ". قُلْتُ: إِنِّي لَا أُفْقِرُ الصَّغِيرَ (٤) وَلَا النَّابَ الْمُدْبَرَ (٥). قَالَ: "فَمَالُكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ مَالُ مَوَالِيكَ؟ ". قُلْتُ: مَالِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَالِ مَوَالِيَّ. قَالَ: "فَإِنَّ لَكَ مِنْ مَالِكَ مَا أَكلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ (٦) لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ أَعْطَيْتَ


(١) في (و): "وبجدها"، وفي (ك): "وبجدتها"، وفي (م): "وتحدثها"، وكله تحريف، والنجدة: الشدة، والرسل: اللبن وإنما يكون في حال الخصب، والمعنى على الأرجح: إلا من أعطى حق الله في حال السعة والضيق، والخصب والجدب، وانظر النهاية في غريب الحديث (٢/ ٢٢٢).
(٢) في (و) و (ك) و (م): "لا تحل"، والمراد لا يحل أحد بالوادي الذي أنا فيه من كثرة إبلي.
(٣) في (و) و (ك) و (م): "تعدوا الإبل وتعدوا الناس"!، فأثبتنا ما يقتضيه السياق.
(٤) في (و): "الصغيرة".
(٥) في (و) و (ك): "المدبرة"، من أدبر وذهب خيرها، يعني: لا أعير الإبل الصغير ولا الهرم للركوب.
(٦) في (و): "وما".

<<  <  ج: ص:  >  >>