فِي شِعْبٍ، إِذْ هَجَمَ عَلَيْهِمْ أَبُو جَهْلٍ وَعُقْبَةُ وَأَبُو لَهَبٍ وَعِدَّةٌ مِنْ سُفَهَائِهِمْ، فَبَطَشُوا بِهِمْ، فَنَالُوا مِنْهُمْ، وَأَظْهَرَ أَصْحَابُ رَسُول اللهِ ﷺ الْإِسْلَامَ، وَتَكَلَّمُوا بِهِ، وَنَادَوْهُمْ، وَذَبُّوا عَنْ أَنْفُسِهِمْ، وَتَعَمَّدَ طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرٍ إِلَى أَبِي جَهْلٍ، فَضَرَبَهُ، شَجَّهُ، فَأَخَذُوهُ وَأَوْثَقُوهُ، فَقَامَ دُونَهُ أَبُو لهَبٍ حَتَّى خَلَّاهُ، وَكَانَ ابْنَ أُخْتِهِ، فَقِيلَ لِأَرْوَى بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: أَلَا تَرَيْنَ إِلَى ابْنِكِ طُلَيْبٍ قَدِ اتَّبَعَ مُحَمَّدًا، وَصَارَ غَرَضًا لَهُ، وَكَانَتْ أَرْوَى قَدْ أَسْلَمَتْ، فَقَالَتْ: خَيْر أيَّامِ طُلَيْبٍ يَوْمُ يَذُبُّ عَنِ ابْنِ خَالِهِ، وَقَدْ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ اللهِ تَعَالَى. فَقَالُوا: وَقَدِ اتَّبَعْتِ مُحَمَّدًا؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَخَرَجَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَبِي لَهَبٍ فَأَخْبَرَهُ، فَأَقْبَلَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: عَجَبًا لَكِ وَلِاتِّبَاعِكِ مُحَمَّدًا، وَتَرَكِكِ دِينَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. قَالَتْ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ، فَقُمْ دُونَ ابْنِ أَخِيكَ، فَاعْضُدْهُ وَامْنَعْهُ، فَإِنْ ظَهَرَ أَمْرُهُ، فَأَنْتَ بِالْخِيَارِ إِنْ شِئْتَ أَنْ تَدْخُلَ مَعَهُ أَوْ تَكُونَ عَلَى دِيِنِكَ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ كُنْتَ قَدْ أَعْذَرْتَ ابْنَ أَخِيكَ. قَالَ: وَلَنَا طَاقَةٌ بِالْعَرَبِ قَاطِبَةً، ثُمَّ يَقُولُونَ: جَاءَ بِدِيِنٍ مُحْدَثٍ؟ قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفَ أَبُو لَهَبٍ (١).
* * *
(١) لم نجده في الإتحاف.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute