للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَفَ عَلَيَّ وَهُوَ عَلَى شِرْكِهِ، وَكُنَّا نَلْقَى مِنْهُ الْبَلَاءَ شَدًّا (١) عَلَيْنَا، فَقَالَ: إِنَّهُ لَلِانْطِلَاقُ يَا أُمَّ عَبْدِ اللهِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، وَاللهِ لَنَخْرُجَنَّ فِي أَرْضِ اللهِ، آذَيْتُمُونَا وَقَهَرْتُمُونَا حَتَّى يَجْعَلَ اللهُ لَنَا مَخْرَجًا. فَقَالَ: صَحِبَكُمُ اللهُ. وَرَأَيْتُ لَهُ رِقَّةً لَمْ أَكُنْ أُرَاهَا، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ أَحْزَنَهُ فِيمَا أَرَى خُرُوجُنَا. قَالَ: فَجَاءَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ مِنْ حَاجَتِهِ تِلْكَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، لَوْ رَأَيْتَ عُمَرَ آنِفًا وَرِقَّتَهُ (٢) وَحُزْنَهُ عَلَيْنَا. قَالَ: فَتَطْمَعِي (٣) فِي إِسْلَامِهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: لَا يُسْلِمُ الَّذِي رَأَيْتِ، حَتَّى يُسْلِمَ جَمَلُ الْخَطَّابِ. قَالَ يَائِسًا مِنْهُ مِمَّا كَانَ يَرَى مِنْ غِلْظَتِهِ وَقَسْوَتِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ (٤).

* * *


(١) كذا في (و)، وفي (ز) و (ك) و (م): "شد"، وفي سيرة ابن هشام (١/ ٣٤٣): "وكنا نلقى منه البلاء أذى لنا وشدة علينا"، وفي فضائل الصحابة لعبد الله (١/ ٢٧٩): "وشرا علينا".
(٢) قوله: "ورقته" غير موجود في (و).
(٣) في (ز) و (م): "فيطمع"، وفي (ك): "فتطمع".
(٤) لم نجده في الإتحاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>