للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ (١) قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَقَالُوا: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَصَلَّى فَخَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ، فَقُلْتُ: إِنَّ الْقَوْمَ قَالُوا كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَكْذِبَ أَوْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ، وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ذَا (٢)؟ إِنِّي رَأَيْتُ رُؤْيَا فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ ، رَأَيْتُ كَأَنِّي فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ - فَذَكَرَ مِنْ سَعَتِهَا وَخُضْرَتِهَا - فِي وَسَطِ الرَّوْضةِ عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَأَتَانِي رَجُلٌ، فَقَالَ لِي: اصْعَدْ، فَقُلْتُ: لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصْعَدَ. قَالَ: فَأَتَى بِي مُنصَّبًا (٣) مِنْ خَلْفِي، فَقَالَ بِى فَصَعَّدَنِي مَعَ ثِيَابِي، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى أَعْلَى الْعَمُودِ إِذَا فِيهِ عُروَهٌّ، فَأَدْخَلْتُ يَدَيَّ فِي العُرْوةِ، فَلَقَدْ أَصْبَحْتُ وَإِنَّ الْحَلْقَةَ لَفِي يَدَيَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ : "أَمَا الرَّوضَةُ: فَرَوضَةُ الإِسْلامِ، وَأَمَّا الْعَمُودُ: فَعَمُودُ الإِسْلامِ، وَأَمَّا الْعُرْوَةُ: فَأَخَذْتَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى؛ فَلا تَزَالُ ثَابِتًا عَلَى الإِسْلامِ حَتَّى تَمُوتَ" (٤).

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ (٥)، وَلَوْ كَانَ الرَّجُلُ فِيهِ مُسَمًّى لَصَحَّ عَلَى شَرْطِهِمَا (٦).


(١) في جميع النسخ: "عبادة"، والمثبت من التلخيص، فهو: أبو عبد الله الضبعي البصري.
(٢) في (ك): "إذا".
(٣) كذا في جميع النسخ!، والصواب كما في الصحيحين: "فأتاني منصف" و"فجائني منصف"، والمنصف: الخادم.
(٤) إتحاف المهرة (٦/ ٦٨٤ - ٧١٩٦) وفاته هذا الموضع، وقد تقدم في المناقب (٥٨٧٧).
(٥) قال الذهبي في التلخيص: "قلت: على شرط البخاري ومسلم".
(٦) بل أخرجه البخاري في المناقب (٥/ ٣٧)، والتعبير (٩/ ٣٧) من حديث أزهر بن سعد السمان ومعاذ بن معاذ عن ابن عون به، ومسلم في المناقب (٧/ ١٦٠) من حديث معاذ عن ابن عون، ومن حديث قرة بن خالد عن ابن سيرين به فسموا الرجل: عبد الله بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>