للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اختصاصه به واعتماده إليه في أمور مدرسته دارِ السُّنة، وفوَّض إليه توليةَ أوقافِه، واستضاء برأيه في أموره اعتمادًا على حسن ديانته ووفور أمانته، وجرت له مذاكرات ومحاورات مع الحفاظ والأئمة من أهل الحديث؛ مثل أبي بكر بن الجِعَابي بالعراق، وأبي علي الحافظ المَاسَرْجِسِيِّ الحافظ الذي كان أحفظَ أهل زمانِه.

وأخذ في التَّصنيف سنةَ سبعٍ وثلاثين وثلاثمائة، فاتَّفق له من التَّصانيف ما لعلّه يبلغُ قريبًا من ألف جزءٍ من تخريج "الصَّحيحين"، والعِلَل، والتراجمِ، والأبوابِ، والشُّيوخ، ثم المجموعات مثل: "معرفة علوم الحديث"، و"مسْتدرك الصَّحيحين"، و"تاريخ النيسَابوريين"، و"كتاب مُزكي الأخبار"، و"المدخل إلى علم الصَّحيح"، و"كتاب الإِكليل"، و"فضائل الشَّافعى"، وغير ذلك.

ومن تأمَّل كلامَهُ في تصانيفه، وتصَرُّفه في أماليه، ونَظَرَهُ في طُرُق الحديث، أذعن بفضلِهِ، واعترفَ له بالمَزِيّة على من تَقَدّمه، وإتعابِه مَنْ بعده، وتعجيزِه اللاحقين عن بُلوغ شَأْوه، وعاش حميدًا، ومضى إلى رحمة الله، ولم يُخلِّف في وقته مثلَه في صفر يوم الثلاثاء منه سنة خممس وأربعمائة، وآخر من روى عنه الحديث بنيسابور أبو بكر بن خلف الشِّيرازيّ (١).

* * *


(١) "المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور" للصريفيني (ص ١٥)، "سير أعلام النبلاء" للذهبي (١٧/ ١٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>