للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمثلاً عند قوله تعالى فى الآية [٢٢٥] من سورة البقرة: {لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ الله باللغو في أَيْمَانِكُمْ} .. الآية، نجده يعرض للخلاف المذهبى فى تحديد معنى اليمين اللغو فيقول: "وقد اختُلِفَ فيه، فعندنا هو أن يحلف على شئ يظنه على ما حلف عليه ثم يظهر خلافه، فإنه لا يقصد فيه الكذب. وعند الشافعى - رحمه الله - هو قول العرب: لا واللهِ، وبلى واللهِ، مما يؤكدون به كلامهم من غير إخطار الحلف بالبال" ولا يزيد على ذلك بل يمضى فينزل الآية على قول الحنفية.

* *

* تناوله لما تحتمله الآيات من وجوه الإعراب:

كما نلحظ عليه أنه يعرض أحياناً للناحية النحوية إذا كانت الآية تحتمل أوجهاً من الإعراب، ويُنزل الآية على اختلاف الأعاريب، ويُرَجِّح واحداً منها ويدلل على رجحانه.

وعلى الجملة.. فالكتاب دقيق غاية الدقة، بعيد عن خلط التفسير بما لا يتصل به، غير مُسرف فيما يضطر إليه من التكلم عن بعض النواحى العلمية، وهو مرجع مهم يعتمد عليه كثير ممن جاء بعده من المفسِّرين، وقد طُبع هذا التفسير مراراً، وهو يقع فى خمسة أجزاء متوسطة الحجم.

* * *

١٠ - روح المعانى فى تفسير القرآن العظيم والسبع المثانى (للألوسى) .

* التعريف بمؤلف هذا التفسير:

مؤلف هذا التفسير هو: أبو الثناء، شهاب الدين، السيد محمود أفندى الألوسى البغدادى. ولد فى سنة ١٢١٧ هـ (سبع عشرة ومائتين بعد الألف من الهجرة النبوية) ، فى جانب الكرخ من بغداد.

كان رحمه الله شيخ العلماء فى العراق، وآية من آيات الله العظام، ونادرة من نوادر الأيام. جمع كثيراً من العلوم حتى أصبح علاَّمة فى المنقول والمعقول، فهَّامة فى الفروع والأصول، مُحَدِّثاً لا يُجارَى ومُفَسِّراً لكتاب خالد النقشبندى، والشيخ على السويدى، وكان رحمه الله غاية فى الحرص على تزايد علمه، وتوفير نصيبه منه، وكان كثيراً مما ينشد:

سهرى لتنقيح العلوم ألذُّلى ... من وصل غانية وطيب عناق

اشتغل بالتدريس والتأليف وهو ابن ثلاث عشرة سنة، ودرس فى عدة مدارس،

<<  <  ج: ص:  >  >>