للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكلنا حتى تعترفوا بولاية علىّ، فاعترفوا.. ثم ذهبوا يبولون ويتغوطون فتعذبوا وتعذر عليهم ونادتهم بطونهم ومذاكيرهم: حرام عليكم السلامة منا حتى تعترفوا بولاية علىّ بن أبى طالب، فاعترفوا.. ثم ضجر بعضهم وقال: {اللهم إِن كَانَ هاذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السمآء أَوِ ائتنا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} قال الله عَزَّ وجَلَّ: {وَمَا كَانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ} [الأنفال: ٣٣] .. إلخ.

* *

* الشجرة التى نُهى آدم عن الأكل منها:

وعند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [٣٥] من سورة البقرة: {وَقُلْنَا يَآءَادَمُ اسكن أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجنة وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هاذه الشجرة} .. يبين المراد من الشجرة ويعلل النهى عنها فيقول: ".. لا تقربا هذه الشجرة: شجرة العلم، شجرة علم محمد وآل محمد، الذين آثرهم الله عَزَّ وجَلَّ به دون سائر خلقه، فقال الله تعالى: لا تقربا هذه الشجرة، شجرة العلم، فإنها لمحمد وآله خاصة دون غيرهم، ولا يتناول منها بأمر الله إلا هم.. ومنها ما كان يتناوله النبى، وعلىّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، بعد إطعامهم المسكين واليتيم والأسير حتى لم يحسوا بعد بجوع ولا عطش ولا تعب ولا نَصَب، وهى شجرة تميزت من بين أشجار الجنة، إن سائر أشجار الجنة كان كل نوع منها يحمل نوعاً من الثمار والمأكول، وكانت هذه الشجرة وجنسها تحمل البُرَّ والعِنَب والتين والعُنَّاب وسائر أنواع الثمار والفواكه والأطعمة، فلذلك اختلف الحاكون لتلك الشجرة، فقال بعضهم: هى بُرَّة، وقال آخرون: هى عِنَبة، وقال آخرون: هى عُنَّابة. قال الله تعالى: ولا تقربا هذه الشجرة تلتمسان بذلك دوحة محمد وآل محمد فى فضلهم، فإن الله تعالى خصَّهم بهذه دون غيرها، وهى شجرة التى مَن يتناول منها بإذن الله عَزَّ وجَلَّ أُلْهِم علم الأوَّلين والآخرين من غير تعلم. ومَنِ تناول منها بغير إذن الله خاب من مراده وعصى ربه، {فَتَكُونَا مِنَ الظالمين} .. بمعصيتكما والتماسكما درجة قد أوثر بها غيركما كما إذ أردتما بغير حكم الله".

* *

* توسل الأنبياء والأُمم السابقة بمحمد صلى الله عليه وسلم وبأهل البيت:

وقد جاء فى هذا التفسير من الأخبار ما يدل على أن الأنبياء والأُمم السابقين كانوا إذا حزبهم أمر وأهمهم توسلوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وأهل بيته رضوان الله تعالى عليهم.

فمثلاً عند قوله تعالى فى الآية [٣٨] من سورة البقرة: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} .. نراه يقول: ".. فلما زلَّت من آدم الخطيئة واعتذر إلى ربه عَزَّ وجَلَّ قال: يا رب؛ تُبْ علىّ واقبل معذرتى، وأعدنى إلى مرتبتى، وارفع لديك درجتى فما أشد تبين بغض الخطيئة وذلها بأعضائى وسائر

<<  <  ج: ص:  >  >>