للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خُصوا به من هذه السهام عن الصدقات التى حُرِّمت عليهم ومُنعوا من أخذها لكونهها أوساخ الناس، ويروى فى ذلك أخباراً كثيرة عن علماء آل البيت".

وعندما فسَّر المؤلف قوله تعالى فى الآية [٧] من سورة الحشر: {مَّآ أَفَآءَ الله على رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ القرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القربى} ... الآية، نقل من الكافى عن أمير المؤمنين أنه قال: "نحن والله الذين عنى الله بـ "ذى القُرْبَى" الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه فقال: {مَّآ أَفَآءَ الله على رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ القرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القربى واليتامى والمساكين} منا خاصة ولم يجعل لنا سهماً فى الصدقة.. أكرم الله نبيه وأكرمنا أن يطعمنا أوساخ ما فى أيدى الناس". * *

* الاستنباط:

ويرى ملا محسن أن الاستنباط لا يجوز لأحد من الأُمة إلا للأئمة، لأنهم هم المعصومون عن الخطأ، أما من عداهم فليس له هذه العصمة، ولهذا نراه عند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [٨٣] من سورة النساء: {وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأمن أَوِ الخوف أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرسول وإلى أُوْلِي الأمر مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الذين يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} ... الآية، يقول ما نصه: {وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأمن أَوِ الخوف} مما يوجب الأمن والخوف، {أَذَاعُواْ بِهِ} فشوه. قيل: كان قوم من ضعفه المسلمين إذا بلغهم خبر عن سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أخبرهم الرسول بما أُوحى إليه من وعد بالظفر أو تخويف من الكفرة أذاعوه، وكانت إذاعتهم مفسدة، {وَلَوْ رَدُّوهُ} ردوا ذلك الأمر، {إِلَى الرسول وإلى أُوْلِي الأمر مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الذين يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} قيل: أى يستخرجون تدبيره بتجاربهم وأنظارهم. فى الجوامع عن الباقر: هم الأئمة المعصومون. والعياشى عن الرضا: يعنى آل محمد صلى الله عليه وسلم وهم الذين يستنبطون من القرآن، ويعرفون الحلال والحرام، وهم حُجَّة الله على خلقه. وفى الإكمال عن الباقر: مَن وضع ولاية الله وأهل استنباط علم الله فى غير أهل الصفوة من بيوتات الأنبياء فقد خالف أمر الله عَزَّ وجَلَّ، وجعل الجُهَّال وُلاة أمر الله، والمتكلفين بغير هدى زعموا أنهم أهل استنباط علم الله فكذبوا على الله وزاغوا عن وصية الله وطاعته، فلم يضعوا فضل الله حيث وضعه الله تبارك وتعالى، فضلُّوا وأضلُّوا أتباعهم، فلا تكون لهم يوم القيامة حُجَّة".

* *

* موقف المؤلف من مسائل علم الكلام:

والمؤلف كغيره من الشيعة متأثر إلى حد ما بتعاليم المعتزلة وآرائهم الكلامية، فهو يوافقهم فى بعض المسائل، ويخالفهم فى بعض آخر منها. وإنَّا لنلحظ هذا التأثر فى تفسيره للآيات التى لها ارتباط بالمسائل الكلامية، وإليك بعض المثل التى وافق فيها المعتزلة، وبعض المثل التى خالفهم فيها:

*

<<  <  ج: ص:  >  >>