فيزفونهم إلى الجنة زفاً، وإنَّا لنبعث على آخرين من محبينا خيار شيعتنا كالحمام فيلتقطونهم من العرصات كما يلتقط الطير الحب وينقلونهم إلى الجنان بحضرتنا، وسيؤتى بالواحد من مُقصِّرى شيعتنا فى أعماله بعد أن حاز الولاية والتقية وحقوق إخوانه ويوقف بإزائه مائة أو أكثر من ذلك إلى مائة ألف من النُّصَّاب فيقال له: هؤلاء فداؤك من النار، فيدخل هؤلاء المؤمنون الجنَّة وأُولئك النُّصَّاب النار، وذلك ما قال الله عَزَّ وجَلَّ فى الآية [٢] . من سورة الحجر:{رُّبَمَا يَوَدُّ الذين كَفَرُواْ} يعنى: بالولاية، {لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ} فى الدنيا، منقادين للأئمة، ليُجعل مخالفوهم من النار فداؤهم".
* *
* السحر:
كذلك يخالف المؤلف المعتزلة فى القول بالسحر، فهو يعترف بحقيقته ولا ينكر أن النبى صلى الله عليه وسلم سُحر، ولهذا نراه عند تفسيره لسورة الفلق يقول ما نصه:{وَمِن شَرِّ النفاثات فِي العقد}[الفلق: ٤] ومن شر النفوس أو النساء السواحر اللواتى يعقدن عقداً فى خيوط وينفثن عليها، والنفث: النفخ مع ريق.. ثم ذكر الحديث الذى فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُحِر بفعل لبيد ابن الأعصم.
* *
* روايته للأحاديث الموضوعة:
ثم لا يفوتنا أن ننبه على أن هذه الأحاديث التى يرويها المؤلف فى تفسيره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن أهل البيت كشاهد لصحة ما يقول، هى فى الغالب مكذوبة موضوعة لا أصل لها، وقد مَرّ بك الكثير من هذه الروايات، وهى ناطقة على نفسها بالوضع، فلستُ فى حاجة إلى بيان وضعها بميزان نقد الرواة، إذ نحن فى غنى عن هذا بعد ما حمل الحديث تكذيب نفسه بنفسه فى ثنايا ألفاظه ومعانيه. والمصنف بعد هذا لا يفوته أن يذكر فى نهاية تفسير كل سورة من الروايات عن أهل البيت ما يشهد لفضل هذه السورة، وما أعد الله لقارئها من الأجر والثواب، وفى اعتقادى أن هذه الروايات لا تعدو أن تكون مكذوبة كالروايات المنسوبة إلى أُبَىّ وابن عباس فى فضائل السور، وليس بغريب أن يذكر صاحبنا مثل هذه الروايات المكذوبة فى تفسيره بعد ما سوَّد كتابه من أوله إلى آخره بالأحاديث الموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آل بيته عليهم رضوان الله.