للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك فَلَيْسَ مِنَ الله فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً} ... الآية، يقول: "رخَّص لهم إظهار موالاتهم إذا خافوهم مع إبطال عداوتهم وهى التقيَّة التى تدين بها الإمامية، ودلت عليها الأخبار المتواترة وقوله: {إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بالإيمان} [النحل: ١٠٦] .

* *

* تحريف القرآن:

كذلك نجد شبَّراً يعتقد بأن القرآن بُدِّل وحُرِّف، ولما اصطدم بقوله تعالى فى الآية [٩] من سورة الحِجْر: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ، نجحده يتفادى هذا الاصطدام بالتأويل فيقول: {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} عند أهل الذكر واحداً بعد واحد إلى القائم، أو فى اللَّوح.. وقيل: الضمير للنبى".

* *

*آيات العتاب:

والمؤلف يكبر عليه معاتبة الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم على أمر من الأُمور، فيحاول بكل ما يستطيع أن يُحوِّل العتاب إلى غير النبى صلى الله عليه وسلم.

فمثلاً عتاب الله لنبيه صلى الله عليه وسلم فى شأن ابن أُم مكتوم يشق على شبَّر أن يكون مقصوداً به النبى، فنراه يقتصر على ما روى عن أهل البيت من أن آيات العتاب "نزلت فى رجل من بنى أُميَّة، كان عند النبى صلى الله عليه وسلم فجاء ابن أُم مكتوم فلما رآه تقذَّر منه وجمع نفسه وعبس وأعرض بوجهه عنه".

* *

* طعنه على الصحابة:

وإنَّا لنلاحظ على المؤلف أنه يطعن على الصحابة ويرميهم بالكفر أو ما يقرب منه، ويجردهم من كل فضل نُسب إليهم فى القرآن تنقيصاً لهم، وحطاً من قدرهم.

فمثلاً عند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [٤٠] من سورة التوبة: {ثَانِيَ اثنين إِذْ هُمَا فِي الغار إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا فَأَنزَلَ الله سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا} ... الآية، نجده يعرض عن تعيين هذا الذى صحب النبى صلى الله عليه وسلم فى هجرته، وهو أبو بكر، ثم يُصرِّح أو يُلمِّح بما ينقص من قدره، أو يذهب بفضله المنسوب إليه والمنوَّه به فى القرآن الكريم فيقول: {ثَانِيَ اثنين} حال أى معه واحد لا غير، {إِذْ هُمَا فِي الغار} نقب فى ثور، وهو جبل بقرب مكة، {إِذْ} بدل ثان، {يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} - ولا مدح فيه إذ قد يصحب المؤمن الكافر كما قال: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} [الكهف: ٣٧]- {لاَ تَحْزَنْ} فإنه خاف على نفسه وقُبض واضطرب حتى كاد أن يدل عليهما فنهاه عن ذلك، {إِنَّ الله مَعَنَا} عالم بنا. {مَا يَكُونُ مِن نجوى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>