هُوَ رَابِعُهُمْ ... } ... . إلى قوله. {إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ}[المجادلة: ٧] : أى عالِم بهم. {فَأَنزَلَ الله سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} طمأنينته، {عَلَيْهِ} على الرسول. وفى إقرانه - صلى الله عليه وسلم - ههنا مع اشتراك المؤمنين معه حيث ذكرت ما لا يخفى، وجعل "الهاء" لصاحبه ينفيه كونها للرسول قبل وبعد.. إلخ".
* *
* تعصبه لآل البيت:
ولقد مَرَّ بنا عند قراءتنا فى هذا التفسير، الكثير مما يدل على تعصب المؤلف لآل البيت تعصباً ممقوتاً مرذولاً، فتارة نجده يصرف اللفظ العام إلى علىّ رضى الله عنه، كما فعل فى الآية [٤] من سورة التحريم عند قوله تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} ، فإنه صرف لفظ "صالح المؤمنين" عن عمومه وادَّعى أنه خاص بأمير المؤمنين علىّ عليه السلام، كما ادَّعى رواية العامة والخاصة لذلك.
كما نجده يحاول أن يأخذ من القرآن ما يدل على أن آل البيت كانوا معروفين لدى الأُمم السابقة وأنبيائهم يتوسلون بهم إلى الله، فيكشف عنهم الغُمَّة، ويزحزح عنهم الكُرْبة.
فمثلاً عند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [٣٤] وما بعدها من سورة البقرة: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسجدوا لأَدَمََ} ... إلى آخر القصة، نجده يدَّعى أن السجود لآدم إنما كان "لما فى صلبه من نور محمد صلى الله عليه وسلم وأهل بيته"، ويدَّعى أن الكلمات التى تلقاها آدم من ربه ليتوب عليه هو "التوسل فى دعائه بمحمد صلى الله عليه وسلم وآله الطيبين".
ومثل هذا التعصب كثير فى مواضع من هذا التفسير.
* *
* علم القرآن كله عند آل البيت:
والمؤلف يدَّعى - كغيره من الإمامية الإثنا عشرية - أن علم القرآن كله عند أهل البيت دون غيرهم، وأنَّا لنجد أثر هذا واضحاً فى تفسيره لقوله تعالى فى الآية [٧] من سورة آل عمران: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ الله والراسخون فِي العلم} ... الآية، وذلك حيث يقول:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ} تأويل القرآن كله الذى يجب أن يُحمل عليه {إِلاَّ الله والراسخون فِي العلم} الثابتون فيه ومَن لا يُختلف فى علمه.. عن الصادق عليه السلام: نحن الراسخون فى العلم، ونحن نعلم تأويله. ومَن وقف مِن الجمهور على "الله"، فسَّر المتشابه بما استأثر الله تعالى بعلمه كوقت قيام الساعة ...