ثم إن المؤلف يجرى فى تفسيره لآيات الأحكام على وفق ما يأخذ به ويميل إليه من اجتهادات فقهاء الإمامية.
* نكاح المتعة:
فمثلاً نجده يتأثر برأيه الذى يقول بجواز نكاح المتعة وعدم نسخه. فنراه عند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [٢٤] من سورة النساء: { ... وَأُحِلَّ لَكُمْ مَّا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُمْ مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} ... الآية، يقول: "والمراد به نكاح المتعة بإجماع أهل البيت، ويدل عليه قراءة أُبَىّ وابن عباس وابن مسعود:"فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى"، {فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} مهورهن، {فَرِيضَةً} من الله {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِن بَعْدِ الفريضة} من استئناف عقد آخر بعد انقضاء المدة بزيادة فى الأجر والمدة".
* *
* فرض الرِجْلين فى الوضوء:
ولما كان المؤلف يرى أن فرض الرِجْلين فى الوضوء هو المسح لا الغسل، فإنَّا نراه يشير إلى ذلك عند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [٦] من سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الذين آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصلاة فاغسلوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المرافق وامسحوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الكعبين} ... الآية، فيقول:{وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الكعبين} .. بالجر كما عن حمزة وابن كثير وأبى عمرو.. ونصبه الباقون عطفاً على "رُءُوسِكُمْ" محلاً".
* *
* الغنائم:
كذلك يقول المؤلف بما يقول به علماء مذهبه فى تفسير خُمس الغنائم، ويجرى على مذهبه فى تفسيره لقوله تعالى فى الآية [٤١] من سورة الأنفال: {واعلموا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ} ... الآية، فيقول:{فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ} خبر محذوف، أو مبتدأ، أى فالحكم أو فواجب أن الله خُمُسه، {وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القربى} الإمام، {واليتامى} يتامى الرسول، {والمساكين} منهم، {وابن السبيل} منهم".
وفى تفسيره لقوله تعالى فى الآية [٧] من سورة الحشر: {مَّآ أَفَآءَ الله على رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ القرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} ...