للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَتْ نَمْلَةٌ ياأيها النمل ادخلوا مَسَاكِنَكُمْ} نجده يقول: {نَمْلَةٌ} قبيلة، {النمل} قبائل الوادى".

وفى قوله بعد ذلك فى الآية [٢٠] من السورة أيضاً: {وَتَفَقَّدَ الطير فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى الهدهد أَمْ كَانَ مِنَ الغآئبين} .. نجده يقول: {الهدهد} اسم طائر فهل يكون من ذوى الجناحين؟ ويكون كلامه كناية عما يحمل من رسائل؟ أم من الخيّالة؟ السوارى؟ أو الطيَّارين الآخرين؟.. راجع الأنبياء".

وفى قوله بعد ذلك فى الآيات من [٣٨-٤٢] من السورة نفسها: {قَالَ ياأيها الملأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِّن الجن أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الذي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الكتاب أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هاذا مِن فَضْلِ رَبِّي ليبلوني أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ * قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أتهتدي أَمْ تَكُونُ مِنَ الذين لاَ يَهْتَدُونَ * فَلَمَّا جَآءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا العلم مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ} .. فى هذه الآيات نراه يقول: {بِعَرْشِهَا} بملكها، يريد أن يضع خطط الحرب ونظام الدخول فى البلاد، فطلب الخريطة التى فيها مملكة سبأ ليهاجمها، ويريها أنه جاد غير هازل، {عِفْرِيتٌ مِّن الجن} أحد القوَّاد، ويظهر أنه لم يفهم أن المسألة علمية جغرافية تحتاج إلى الذى {عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الكتاب} من الكتابة والرسم والتخطيط، {قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} الغَرض أنه يأتى به حالاً وقد أتى به، ويحتمل أنه رسمه فى الحال أو كان عنده مرسوماً، ولو كان عهد الفوتوغرافيا قديماً لصح أن يكون ذلك الرسم بها، وترى أن سليمان يشكر الله على ما فى المملكة من العلماء العاملين فى كل فن، ونأخذ من القصة أن الله يُعَظِّم شأن العلم ويدعونا إلى التمسك بالأسباب الكونية لتشييد الملك وإقامة الدولة، {وَأُوتِينَا العلم} يؤيد لك أن المسألة علمية، {مُسْلِمِينَ} منقادين لله، يعنى أنهم جمعوا بين العلم والتربية على الخُلُق العظيم، وهذا أحسن حافظ لنظام الملك وعزة الدولة".

*

* موقفه من معجزة الإسراء:

وعندما تعرَّض لقوله تعالى فى أول سورة الإسراء: {سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ إِنَّهُ هُوَ السميع البصير} .. نجده يقول: {أسرى} الإسراء يُستعمل فى هجرة الأنبياء.. انظر [٧٧ فى طه] و [١٣٨ فى الأعراف] و [٥٢ فى الشعراء] و [٢٣ فى الدخان] و [٨١ فى هود]

<<  <  ج: ص:  >  >>