بالجامع الأزهر، ولم يلبث إلا قليلاً حتى قام بإلقاء دروسه فى التفسير على طُلابه ومريديه.
وكان الشيخ رشيد - رحمه الله - ألزم الناس لهذه الدروس، وأحرصهم على تلقيها وضبطها، فكان يكتب بعض ما يسمع، ثم يزيد عليه بما يذكره من دروس الشيخ بعد ذلك، ثم قام بنشر ما كتب على الناس فى مجلته "المنار"، ولكنه لم يفعل إلا بعد مراجعة أستاذه لما كتب، وتناوله له بالتنقيح والتهذيب.
لهذا كله نستطيع أن نقول إن الشيخ رشيد هو الوارث الأول لعلم الأستاذ الإمام، إذ أنه أخذ عنه فوعى ما أخذ، وألَّف فى حياته وبعد وفاته، فكان لا يحيد عن منهجه أو ينحرف عن أفكاره. وليس غريباً ما يرويه الشيخ رشيد من أن الأستاذ الإمام - رحمه الله - كان يقول:"صاحب المنار ترجمان أفكارى". كما أنه ليس غريباً ما يُحَدِّث به أحد تلاميذ الشيخ رشيد، من أن الأستاذ الإمام وصف الشيخ رشيد بأنه "متحد معه فى العقيدة، والفكر، والرأى، والخُلُق. والعمل".
* *
* إنتاج الشيخ رشيد فى التفسير:
وإذا نحن تتبعنا ما كتبه الشيخ رشيد من تفسير للقرآن الكريم لوجدنا أنه أكثر رجال مدرسة الأستاذ الإمام إنتاجاً فى التفسير، وذلك أنه كتب تفسيره المسمى بتفسير القرآن الحكيم، والمشهور بتفسير المنار.. ابتدأ بأول القرآن وانتهى عند قوله تعالى فى الآية [١٠١] من سورة يوسف: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الملك وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأحاديث فَاطِرَ السماوات والأرض أَنتَ وَلِيِّي فِي الدنيا والآخرة تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بالصالحين} .. ثم عالجته المنية قبل أن يتم تفسير القرآن كله.
هذا القدر من التفسير مطبوع فى اثنى عشر مجلداً كباراً، ينتهى المجلد الثانى عشر عند قوله تعالى فى الآية [٥٣] من سورة يوسف: {وَمَآ أُبَرِّىءُ نفسي} ... الآية.
وقد أكمل الأستاذ بهجت البيطار تفسير سورة يوسف، وطبع تفسير هذه السورة بتمامها فى كتاب مستقل يحمل اسم الشيخ رشيد رحمه الله.
هذا.. وقد فسَّر الشيخ من القصار: سورة الكوثر، والكافرون، والإخلاص،