للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو ذهبت أسجل ما وجدته لهم في هذا الاتجاه لطال بنا المقام (١) . وأقول: إن المادة الشعرية الكبيرة التي تركها شعراء الشيعة وأدباؤها فيها من هذا "الغلو" ما لا يخطر على البال.. ويبدو أن لهيب العاطفة وجذوة الحماس يغطي سلطان التقية فتظهر الحقيقة عارية بلا خداع أو تزوير.. ولهذا فإن هذا الموضوع يستحق دراسة خاصة.

وفي مقام توحيد الألوهية فإن مزارات الشيعة ومشاهدها اليوم قد أصبحت من أكبر مظاهر الشرك بالله تعالى، ولا أمل في تغيير هذا المنكر عندهم، لأنه مؤيد بتلك الروايات المنسوبة زوراً لأهل البيت، عكس الأمر عند أهل السنة والذي هو انحرف في واقعهم تنكره أصولهم، وقد رأى هذا الشرك كل من زار تلك المشاهد.

يقول الشيخ موسى جار الله بعد زيارة له لإيران والعراق استمرت عدة أشهر بأنه رأى المشاهد والقبور عندهم معبودة (٢) .

ويقول الشيخ أبو الحسن الندوي بعد زيارة له إلى إيران عن مشهد علي الرضا: "فإذا دخل غريب في مشهد سيدنا علي الرضا لم يشعر إلا وأنه داخل الحرم فهو غاص بالحجيج مدوي بالبكاء والضجيج، عامر بالرجل والنساء، مزخوف بأفخر الزخارف والزينات، قد تدفقت إليه ثروة الأثرياء، وتبرعات الفقراء" (٣) .

وقد ذكر صاحب التحفة الاثني عشرية بأنهم لا يزالون يغلون في قبور


(١) لمن أراد المزيد من الأمثلة والشواهد ينظر: الحائري/ مقتبس الأثر: ١/١٥٣، ٢٤٥-٢٤٨، محسن الأمين/ أعيان الشيعة: ٥/٢١٩، وديون الحسين لمجموعة من شيوخ الروافض في مواضع كثيرة، وعبد الحسين الأميني/ الغدير: ٧/٣٤-٦٧ وغيرها
(٢) الوشيعة: المقدمة ص (ط)
(٣) أبو الحسن الندوي/ من نهر كإبل إلى نهر اليرموك: ص٩٣، مجلة الاعتصام، السنة (٤١) ، العدد (٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>