للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيقولون - مثلا - بخلق القرآن (١) ، وينكرون رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة (٢) ، وينكرون صفاته سبحانه (٣) . الثابتة له بالكتاب والسنة، ويصفون الله سبحانه بالسلوب بقول شيخهم المظفر في كتابه عقائد الإمامية تحت عنوان عقيدتنا في الله: ".. ليس هو بجسم ولا صورة، وليس جوهراً ولا عرضاً، وليس له ثقل أو خفة، ولا حركة أو سكون، ولا مكان ولا زمان، ولا يشار إليه" (٤) .

وأنت ترى أنهم في وصفهم له سبحانه بهذه الصفات السلبية المحضة قد نفوا الوجود الحق له تعالى، ولا جديد عندهم في ذلك، فهذه كلمات رددها الجهمية من قبلهم وهم على آثارهم يهرعون، ومن هنا يخطئ من يظن أن الجهمية المعطلة قد توارت عن الوجود واندثرت.

وهم يكفرون من يخالفهم في تعطيلهم. يقول المظفر: "ومن قال.. إنه ينزل إلى السماء الدنيا، أو إنه يظهر إلى أهل الجنة كالقمر، أو نحو ذلك فإنه بمنزلة الكافر به.. وكذلك يلحق بالكافر من قال: إنه يتراءى لخلقه يوم القيامة" (٥) .

ويزعمون أن العقل دلهم على هذا التعطيل (٦) .

وهل كان العقل مصدراً للتلقي في أمر غيبي، وهل يوافق العقل السوي على وصف الله سبحانه بهذه الصفات السلبية التي ليس عليها دليل، ويرد ما نزل به الوحي؟

ثم ما حصيلة الأفكار والفلسفات التي تحدثت عن هذه المسألة بمعزل عن


(١) انظر: محسن الأمين/ أعيان الشيعة: ١/٤٦١، الأميني النجفي/ الغدير: ٣/١٣٩
(٢) انظر: محسن الأمين/ أعيان الشيعة: ١/٤٦٣، عقائد الإمامية: ص٥٩
(٣) انظر: الغدير: ٣/١٣٩
(٤) عقائد الإمامية: ص٥٩
(٥) عقائد الإمامية: ص٥٩-٦٠
(٦) عقائد الإمامية: ص٦٠

<<  <  ج: ص:  >  >>