للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جعل دليل البرهان (١) . وحجة على كل إنسان، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد" (٢) .

وفي نص آخر لهم: ".. فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن، فإنه شافع مشفع، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدل على خير سبيل.." (٣) .

وفي نهج البلاغة المنسوب لعلي (٤) . - رضي الله عنه - والذي هو عند الشيعة: لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه (٥) . جاء النص التالي: "فالقرآن آمر زاجر، وصامت ناطق، حجة الله على خلقه.." (٦) .

ولهذه النصوص شواهد أخرى وهي تكشف لنا مدى التناقض والاضطراب الواقع في مصادر هؤلاء القوم؛ فرواياتهم - كما ترى - يعارض بعضها بعضاً، لكنهم في حالة التناقض تلك قد وضعوا لهم منهجاً خطيراً وهو الأخذ بما خالف العامة - وهم أهل السنة عندهم - كما سيأتي تفصيل ذلك في معتقدهم في الإجماع - فيأخذون بالجانب الشاذ عن الجماعة، وإن جاء نص يخالفه، وإن استيقظ شيخ


(١) كذا وردت في المصدر المنقول عنه، وقد تكون صوابها «الحيران» لأن البرهان لا يحتاج إلى دليل
(٢) انظر: (المجلسي/ البحار: ٩٢/١٤، ابن بابويه/ عيون أخبار الرضا: ٢/١٣٠
(٣) انظر: تفسير العياشي: ١/٢، البحار: ٩٢/١٧
(٤) لقد شك في صحة نسبة الكتاب إلى علي النقاد قديماً وحديثاً. قال الذهبي: "ومن طالع نهج البلاغة جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه -"، ثم بين علامات ذلك. (انظر: ميزان الاعتدال: ٣/١٢٤، ترجمة الشريف المرتضى) . وسيأتي - إن شاء الله - حديث عنه في فصل السنة، وذكر للمصادر الناقدة له
(٥) ذكر الهادي كاشف الغطا (أحد شيوخ الشيعة المعاصرين) أن إنكار نسبته إلى علي يعد عندهم من إنكار الضروريات. وقال: "إن جميع ما فيه حاله كحال ما يروى عنه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -". انظر: مدارك نهج البلاغة ص: ١٩٠
(٦) نهج البلاغة ص:٢٦٥، تحقيق صبحي الصالح، البحار: ٩٢/٢٠

<<  <  ج: ص:  >  >>