للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا لها إسناد معروف" (١) .

كما أن علامات الوضع لنصوص الكتاب كثيرة ليس هذا موضع تفصليها (٢) .

والغرض هنا أن الشيعة يشترطون في الحكم بالصحة اتصال السند فأين اتصال السند هنا؟ ومن قديم كان شيوخهم لا يعملون بمقاييس الصحة والضعف التي وضعوها بأنفسهم. قال الحر العاملي عن شيخهم الطوسي إنه "يقول: هذا ضعيف، لأن روايه فلان ضعيف، ثم نراه يعلم برواية ذلك الرواي بعينه، بل برواية من هو أضعف منه في مواضع لا تحصى. وكثيراً ما يضعف الحديث بأنه مرسل ثم يستدل بالحديث المرسل، بل كثيراً ما يعمل بالمراسيل وبرواية الضعفاء، ويرد المسند ورواية الثقات" (٣) .

وإذا كان شيخهم البحراني المتوفى سنة (١١٨٦هـ‍) يقرر بأن تطبيق منهجهم في الجرح والتعديل (على ما فيه) يلغي الكثير من أحاديثهم - كما مر - فإن شيخهم الأردبيلي (٤) . والمتوفى سنة (١١٠١هـ‍) يؤلف كتابه جامع الرواة ويدعي دعوى في غاية الغرابة، حيث زعم - وهو في القرن الحادي عشر - أنه بتأليفه لكتابه المذكور تتغير أحكامه في اثني عشر ألف حديث عن الأئمة في العصور الأولى، تتغير من القول بضعفها أو إرسالها أو جهالتها إلى القول بصحتها، حيث قال: "بسبب نسختي هذه يمكن أن يصير قريباً من اثني عشر ألف حديث أو أكثر من الأخبار التي كانت بحسب المشهور بين علمائنا - رضوان الله عليهم - مجهولة أو ضعيفة أو مرسلة معلومة الحال وصحيحة لعناية الله تعالى، وتوجه - كذا - سيدنا محمد وآله الطاهرين" (٥) .


(١) ابن تيمية/ منهاج السنة: ٤/٢٤، المنتقى من منهاج الاعتدال ص ٤٣٠
(٢) انظر في نقد نهج البلاغة: ابن تيمية/ منهاج السنة: ٤/١٥٩، المنتقى من منهاج الاعتدال: ص ٥٠٨-٥٠٩، الذهبي/ ميزان الاعتدال (ترجمة علي بن الحسين الشريف المرتضى: ٣/١٢٤) ، ابن حجر/ لسان الميزان: ٤/٢٢٣، مختصر التحفة الاثني عشرية: ص ٣٦، محب الدين الخطيب/ حاشية مختصر التحفة: ص ٥٨، وحاشية المنتقى: ص ٤٣٠، أحمد أمين/ فجر الإسلام: ص ١٧٨، أحمد زكي صفوت/ ترجمة علي بن أبي طالب: ص ١٢٥-١٦٢، الزعبي/ البينات في الرد على أباطيل المراجعات: ص ٣٦-٤٠، مجلة المقتطف المجلد ٤٢ ج‍ص٢٤٨ عدد (٢٥) ربيع الأول عام ١٣٣١هـ، الوادعي/ رياض الجنة: ص١٦٢-١٦٣
(٣) وسائل الشيعة: ٢٠/١١١
(٤) محمد بن علي الأردبيلي الغروي الحائري
(٥) الأردبيلي/ مقدمة جامع الرواة

<<  <  ج: ص:  >  >>