للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يقولون بالنص بل يقولون: إن الإمامة شورى، وإنها تصلح بعقد رجلين من خيار المسلمين، وإنها قد تصلح في المفضول.. ويثبتون إمامة الشيخين أبي بكر وعمر (١) ، ولم يخرجوهم من دائرة التشيع فحسب، بل اعتبروهم "نواصب" (٢) . ولم يكتفوا بذلك، فقد جاء في رجال الكشي أن الزيدية شر من النواصب (٣) ، ويجري هذا الحكم من الاثني عشرية على كل فرق الزيدية التي تقول برأي السليمانية كالصالحية والبترية (٤) .

ويذهب بعض شيوخهم المعاصرين إلى ما ذهب إليه الطوسي، فيقصر وصف التشيع على من يؤمن بالنص على خلافة علي، فيقول بأن لفظ الشيعة: "علم من يؤمن بأن علياً هو الخليفة بنص النبي" (٥) .

ويلاحظ أن مسألة النص هي محل اهتمام الشيعة البالغ في القديم والحديث؛ فنرى - مثلاً - في القديم شيخهم الكليني يعقد في كتابه الكافي ثلاثة عشر باباً في مسألة


= ومن أصحاب الفرق من يسميها بالجريرية (الحور العين ص ١٥٦، الخطط/ المقريزي: ٢/٣٢٥) ، وقد نص صاحب الفرق بين الفرق أنها تسمى بـ "السليمانية أو الجريرية". (الفرق بين الفرق ص ٣٢) ، ويسميها صاحب المنية والأمل أحياناً بالسليمانية ص: ٩٠، وأحياناً بالجريرية ص: ٩٠
(١) الأشعري/ مقالات الإسلاميين: ١/١٤٣
(٢) انظر: الطوسي/ التهذيب: ١/٣٦٤، الحر العاملي/ الوسائل: ٤/٢٨٨.
والنواصب: هم قوم يدينون ببغض عليّ رضي الله عنه (ابن منظور / لسان العرب: ١/٧٦٢) ولكن الرافضة تذهب في مفهوم النصب مذهبا آخر -كما ترى- حتى تجعل "من أحب أبا بكر وعمر ناصبيا (مجموع الفتاوى شيخ الإسلام: ٥/١١٢) بل من قدم أبا بكر على عليّ فهو ناصبي (انظر: ابن ادريس/السرائر ص ٤٧١، الحر العاملي/ وسائل الشيعة: ٦/٣٤١-٣٤٢.
(٣) انظر: رجال الكشي ص: ٤٥٩
(٤) الصالحية: أصحاب الحسن صالح بن حي.
والبترية: أصحاب كثير النوي الأبتر وقولهما في الإمامة كقول السليمانية واعتبرهما الشهرستاني فرقة واحدة، لأن مقالتهما واحدة، ولم يذكرهم الأشعري إلا البترية، وقال بأن مذهبهم: أنهم ينكرون رجعة الأموات، ولا يرون لعليّ إمامة إلا حين بويع (الأشعري / مقالات الإسلاميين: ١/١٤٤، الشهرستاني / الملل والنحل: ١/١٦١) .
(٥) محمد جواد مغنية/ الشيعة في الميزان ص: ١٥

<<  <  ج: ص:  >  >>