للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غَافِلُونَ} (١) ، وهم يعدون هذا من أفضل القربات، ويوهمون الأتباع بأن هذا الشرك "يوجب غفران الذّنوب ودخول الجنّة، والعتق من النّار، وحطّ السّيئات، ورفع الدّرجات، وإجابة الدّعوات" (٢) . و"توجب طول العمر وحفظ النّفس والمال، وزيادة الرّزق وتنفّس الكرب، وقضاء الحوائج" (٣) . و"تعدل الحجّ والعمرة والجهاد والإعتاق" (٤) . إلى آخر الفضائل الموهومة.. فشرعوا من الدّين ما لم يأذن به الله.

ولهم تعلق بكل عمل يتصل بالشرك بالله من قريب أو بعيد، حتى وإن لم يوجد نص يعتمدون عليه من كتبهم المليئة بما يغني في باب الشرك وأسبابه، يقول المجلسي - مثلاً -: "وأمّا تقبيل الأعتاب فلم نقف على نصّ يعتدّ به ولكن عليه الإماميّة" (٥) . أي أنهم يتعبدون بذلك مجاراة لأسلافهم وتقليدًا لهم، فكأن الشرك وأعماله المنتشرة في أمهات كتبهم لم تملأ ما في نفوسهم، فتعلقوا بما عليه من سبقهم كحال المشركين الذين قالوا: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ} (٦) .

وكل إمام ينسب له من المبادئ الشركية الجديدة، حتى "المنتظر" الذي لم يولد له قوانين جديدة في هذا الباب منها استقبال القبر في الصلاة واستدبار الكعبة - كما سيأتي - ومنها في مسألتنا هذه وضع الخد على القبر، فقد خرجت الرواية فيها - كما يقولون - من الناحية المقدسة، أي من قبل المهدي المنتظر المزعوم بواسطة سفرائه الكذبة حيث قال مهديهم: " ... والذي عليه العمل أن يضع خدّه الأيمن على القبر" (٧) .


(١) الأحقاف، آية:٥
(٢) هذا من عناوين بحار الأنوار، وقد ضمّ (٣٧) رواية في هذا المعنى: ١٠١/ ٢١-٢٨
(٣) هذا أحد عناوين بحار الأنوار أيضًا وفيه (١٧) رواية: ١٠١/ ٤٥-٤٨
(٤) وهذا من عناوين صاحب البحار وقد ضمّنه (٨٤) وراية: ١٠١/ ٢٨-٤٤
(٥) بحار الأنوار: ١٠٠/١٣٦، عمدة الزّائر: ص٢٩
(٦) الزخرف، آية:٢٣
(٧) عمدة الزّائر: ص٣١

<<  <  ج: ص:  >  >>