للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو في مسألة فرعية؟!

وتلاحظ أن إمامهم يأمر بحجب أمر المهدي وغيبته إلا عن الثقات من شيعته، مع أن من لم يعرف الإمام - عندهم - فإنما يعرف ويعبد غير الله (١) ، وإن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق (٢) .

أما وقت غيبة المهدي فإن روايات الشيعة تتضارب في تحديده. فيروي الطوسي أن حكيمة قالت: ".. فلما كان بعد ثلاث (من مولده) اشتقت إلى ولي الله فصرت إليهم فبدأت بالحجرة التي كانت سوسن فيها، فلم أر أثرًا ولا سمعت ذكرًا، فكرهت أن أسأل فدخلت على أبي محمد عليه السلام فاستحيت أن أبدأ بالسؤال فبدأني فقال: هو يا عمة في كنف الله وحرزه وستره وغيه حتى يأذن الله له" (٣) .

وفي رواية ثانية أن حكيمة فقدته بعد سبعة أيام (٤) ، وفي رواية ثالثة: أنها رأته بعد أربعين يومًا يمشي في الدار ثم فقدته بعد ذلك (٥) ، وفي رواية أخرى أن حكيمة كانت تختلف إلى دار العسكري، تزوره كل أربعين يومًا، وقبل وفاته بأيام قلائل - كان عمر المهدي آنذاك خمس سنوات على الأكثر (٦) .- زارت دار العسكري كعادتها، تقول: ف‍"رأيته رجلاً فلم أعرفه، فقلت لابن أخي عليه السلام: من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه؟ فقال لي: هذا ابن نرجس، هذا خليفتي من بعدي وعن قليل تفقدوني فاسمعي له وأطيعي" (٧) .

وهكذا غاب المهدي ولم يعلم بأمره أحد سوى حكيمة التي أودعت خبره ثقات الشيعة - كما تقول رواياتهم -.


(١) أصول الكافي: ١/١٨١
(٢) أصول الكافي: ١/١٨٤
(٣) الغيبة للطوسي: ص١٤٢
(٤) الغيبة للطوسي: ص١٤٢
(٥) الغيبة للطوسي: ص١٤٤
(٦) لأن مولده كما تقول رواياتهم في سنة ٢٥٥ أو٢٥٦، ووفاة العسكري سنة ٢٦٠هـ‍
(٧) إكمال الدين: ص٤٠٥-٤٠٦

<<  <  ج: ص:  >  >>