للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العالمين (١) ، إلا أن هؤلاء يجعلونها في عقيدتهم في الرجعة، ولذا قال شيخهم شبر بأنها فسرت في أخبارهم في الرجعة (٢) .

وقال الطبرسي: "استدل بهذه الآية على صحة الرجعة من ذهب إلى ذلك من الإمامية بأن قال: إن دخول "من" في الكلام يوجب التبعيض فدل بذلك على أنه يحشر قوم دون قوم وليس ذلك صفة يوم القيامة الذي يقول فيه سبحانه: {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} (٣) ." (٤) .

أما كون "من (الأولى) للتبعيض فهذا شائع" (٥) .؛ لأن كل أمة منقسمة إلى مصدق ومكذب، أي ويوم يجمع من كل أمة من أمم الأنبياء، أو من أهل كل قرن من القرون جماعة كثيرة مكذبة بآياتنا (٦) . وهذا لا يدل على مسألة الرجعة إلى الدنيا بعد الموت بحال من الأحوال، ولكن الشيعة تتعلق بكل آيات اليوم الآخر المتضمنة لرجوع الناس لربهم لتجعلها في عقيدتهم في الرجعة كما هو دأبها.

وتخصيص المكذبين بهذا الحشر لا يدل على ما يزعمون؛ لأن هذا حشر للمكذبين للتوبيخ والعذاب، بعد الحشر الكلي الشامل لكافة الخلق (٧) ، أما «من» الثانية فهي بيانية جيء بها لبيان "فوجًا" (٨) ، ولهذا فإن بعض مفسري الشيعة


(١) انظر: تفسير الطبري: ٢٠/١٧، تفسير البغوي: ٣/٤٣٠، ابن الجوزي/ زاد المسير: ٦/١٩٤، القرطبي/ الجامع لأحكام القرآن: ١٣/٢٣٨، البحر المحيط لأبي حيان: ٧/٩٨، تفسير ابن كثير: ٣/٣٩٣، الشوكاني/ فتح القدير: ٤/١٥٣-١٥٤ وغيرها
(٢) تفسير شبر: ص٣٦٩
(٣) الكهف، آية: ٤٧
(٤) تفسير الطبرسي: ٥/٢٥١-٢٥٢
(٥) انظر: البحر المحيط لأبي حيان: ٧/٩٨، روح المعاني للألوسي: ٢٠/٢٦
(٦) روح المعاني: ٢٠/٢٦، وانظر في معنى الآية المصادر السابقة في هامش رقم (٥) من الصفحة السابقة
(٧) انظر: فتح القدي: ٤/١٥٤، روح المعاني: ٢٠/٢٦
(٨) روح المعاني: ٢٠/٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>