للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبقية الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وتلقفته الاثنا عشرية وغيرت فيه أو أن مخترع هذا النص أعجمي جاهل بلغة القرآن وإنما كتب ما أملاه عليه تعصبه وزندقته؟!

على أية حال فهذا التأويل يدل على مدى إفلاس أصحاب هذا الاعتقاد في العثور على ما يدل على مبدئهم.

٢ ـ أوّل قول سبحانه: {ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ} وهي نص صريح في البعث والنشور أوله بالرجعة، وهذا فضلاً عن أنه تحريف لمعاني القرآن، فإنه يصرف من يصدق بهذه الروايات عن الإيمان باليوم الآخر إلى هذه العقيدة المبتدعة، ولهذا يلاحظ أن طوائف من غلاة الشيعة أنكرت الإيمان باليوم الآخر وقالت بالتناسخ (١) .

ويلاحظ أن الاثني عشرية قد عمدت إلى كل نص في اليوم الآخر فجعلته في الرجعة، وقد مر بنا أن هذا قد أصبح قاعدة عامة عندهم (٢) .

٣ ـ جعلت هذه الروايات الغرض من الرجعة أن عليًا لم يقض ما أمره الله به.

وهذا بهتان كبير في حق أمير المؤمنين وأنه قد تخلى عن أوامر الله سبحانه، ليقضيها في الرجعة، فهل أرادوا بهذا تشبيهه بالمشركين الذين ابتعدوا عن شرع الله سبحانه فغذا عاينوا العذاب تمنوا الرجعة.. فكم أساء هؤلاء إلى أهل البيت.

ومن الآيات التي جعلوها في الرجعة قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ} (٣) حيث قالا في تأويلها: "لم يذق الموت من قتل، ولابد أن يرجع حتى


= (مسائل الإمامة: ص٤٥، المقالات والفرق: ص١٤، مقالات الإسلاميين: ١/٨٩، الفرق بين الفرق: ص٥٤، الملل والنحل: ١/١٧٤)
(١) انظر: الفرق بين الفرق: ص٢٧٢، وانظر: فلهوزن/ الخوارج والشيعة: ص٢٤٨ (ترجمة عبد الرحمن بدوي) ، وعبد الرحمن الوكيل/ البهائية: ص٤٥ (الهامش)
(٢) انظر: ص (١٨٣)
(٣) آل عمران، آية: ١٨٥

<<  <  ج: ص:  >  >>