للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أولاً: بإماتة كلمات لا مكان لدلالاتها في الحضارة الحديثة التي أرسى قواعدها القرآن والسنة وذلك مثل لفظ "إتاوة" (١) و"حلوان" (٢) و"مكس" (٣) و"المرباع" (٤) وغيرها. وفي هذا يقول الجاحظ: "ترك الناس مما كان مستعملاً في الجاهلية أموراً كثيرة فمن ذلك تسميتهم للخراج: إتاوة، وكقولهم للرشوة ولما يأخذه السلطان: الحلوان والمكس، كما تركوا: أنعم صباحاً، وأنعم ظلاماً،

وصاروا يقولون: كيف أصبحتم وكيف أمسيتم ... " (٥).

ثانياً: استعيرت ألفاظ جديدة من لغات أخرى للتعبير عن دلالات جديدة، وقد اشترك في هذه الاستعارة كل من القرآن والسنة ثم الصحابة والتابعون والفقهاء من بعدهم. والأمثلة على هذا لا تحصى منها: ألفاظ أباريق، وإستبرق، والتنور، والمنافق، وغيرها من الألفاظ الفارسية، والحبشية (٦) وقد دونت في ذلك كتب كثيرة وعلى رأسها كتاب "المعرب" لأبي منصور الجواليقي وهو مطبوع.

ثالثاً: توليد كلمات وألفاظ جديدة من أصول عربية عن طريق تعديل الصيغة العربية لها على الأوزان الصرفية المعروفة للتعبير عن دلالات معروفة وما أكثر هذا في القرآن والسنة وأقوال الفقهاء.

فمثلاً: إطلاق "الاستمتاع" على الوطء. ومن ذلك قوله تعالى في سورة النساء: ٢٤ {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً}.

وإطلاق "الاستفتاح" على الدعاء المخصوص الذي يقرأ بعد تكبيرة التحريم في الصلاة. وإطلاق "المبتوتة" على المرأة المطلقة طلاقاً بائناً.


(١) الإتاوة: ما يفرضه الرئيس ونحوه لنفسه على الشخص من المال بغير حق.
(٢) الحلوان: ما يأخذه الرجل لنفسه من مهر ابنته، وهذا قد حرمه الإسلام.
(٣) المكس: ما يأخذه الرئيس لنفسه من غلال الأرض أو مما يحمله التجار.
(٤) المرباع: أخذ الرئيس - خالصاً لنفسه - ربع ما يحوزه رجاله من الغنائم. انظر هذه المعانى في: (معجم لغة الفقهاء: ص ٢٧ - ٢٨).
(٥) انظر: (كتاب الحيوان: ١/ ٣٢٧ تحقيق عبد السلام هارون).
(٦) انظر: (معجم لغة الفقهاء: ص ٢٨ - ٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>