للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

توثيق معلوماته اللغوية والاصطلاحية، بل كثيراً ما يتعقب آراء من سبقه من العلماء، فيدلي دلوه في نقدها مغترفاً من معين معرفته، وحنكته وغرسه في مختلف الفنون والعلوم. فشخصيته رحمه الله بدت واضحة جلية زادت الكتاب وما حواه من معلومات، قوة ومتانة علمية قلَّ أن تجدها في مثل هذا النوع من الكتب.

أولاً: الموازنة بين "الدر النقي" وبين الكتب العامة في مصطلحات الفنون مثل "التعريفات" للجرجاني، و"الكليات" لأبي البقاء الكفوي" و "كشاف اصطلاحات الفنون" للتهانوي و"دستور العلماء" للانكرلي.

ليس هناك ما يقال حول هذه الموازنة بعدما عرجنا سابقاً - بالدراسة والبيان - على الكتب العامة في مصطلحات الفنون، حيث توصلنا من خلال التعريف بها وبمادتها العلمية والمصطلحات التي شملتها بالشرح والإيضاح، إلى أنها مؤلفات عامة جمعت تحت طياتها شتاتاً من المصطلحات المستخدمة في كافة العلوم الإسلامية دون تمييز.

فمثلاً كتاب "التعريفات" للشريف الجرجاني (ت ٨١٦ هـ) تعرض في دراسته للعديد من المصطلحات والغريب في اللغة والبلاغة وعلم الكلام والفلسفة والفقه والأصول والمنطق والرياضيات، كما تعرض أحياناً للتعريف بالفرق والجماعات والمذاهب وغيرها. فهو بهذه الخاصية اكتسب صفة الموسوعية التي تضمنت في ثناياها الكثير من التعريفات المختلفة والمتنوعة.

وعلى هذا المنوال درج الكفوي (ت ١٠٩٤ هـ) في "كلياته" حيث قال في مقدمته: " ... جمعت فيه ما في تصانيف الأسلاف من القواعد، وتسارعت لضبط ما فيها من الفوائد ... منقولة بأقصر عبارة وأتمها ... " (١) وهذا فيه إشارة إلى مضمون الكتاب وما حواه تأمل ذلك.

كما لا يخفى علينا هذا الاستيعاب والشمول للمصطلحات العلمية في


(١) انظر: (الكليات: ١/ ٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>