أ - بالنسبة لـ"تهذيب الأسماء واللغات" فهو كتاب على مذهب الشافعي، جمع فيه النووي (ت ٦٧٦ هـ) رحمه الله الألفاظ الفقهية الغريبة والاصطلاحات الشرعية النفيسة الواردة في كل من "مختصر المزنى، والمهذب، والتنبيه، والوسيط، والوجيز، والروضة" ثم ضم إلى اللغات ما في هذه الكتب من أسماء الرجال والنساء والملائكة والجن وغيرهم. (١)
وقد رتب الشيخ محيي الدين رحمه الله كتابه هذا على قسمين:
الأول: وجعله في الأسماء وقدم فيه ذكر الرجال على النساء.
أما الثاني: فقد خصصه لـ"اللغات" ورتبها على حروف المعجم.
كما اهتم رحمه الله في آخر كل حرف بذكر اسم المواضع التي أولها من تلك الحروف. هذه هي طريقة النووي رحمه الله على الجملة في جمع مادة الكتاب وعرضها، وهي لا شك تكاد تكون متميزة في حد ذاتها عن بقية المؤلفات الأخرى في مجال الغريب وعلى رأسها كتابنا "الدر النقي" فهو يختلف عنه في كثير من الجوانب، سواء من ناحية جمع المادة العلمية للكتاب أو في طريقة عرضها، فقد اصطفى ابن عبدِ الهادي رحمه الله كتابه من أصل واحد وهو "مختصر الخرقي" كما نهج فيه سبيل الفقهاء في العرض، فقد رتبه على أبواب الفقه، إضافة إلى الترتيب والتقسيم الذي ارتضاه النووي في كتابه فإن ابن عبد الهادي كان بعيداً على هذا المسلك في مصنفه.
هذا ما يمكن اعتباره أوجه افتراق بين الكتابين، وهناك أوجه أخرى تجعل كلا الكتابين على خط الوفاق والمحاكاة منها:
١ - اهتمام كل من النووي وابن عبد الهادي بتراجم رجال ونساء أصولهما، وذلك بتخصيص ترجمة بيانية لكل واحد من هؤلاء الرجال والنساء في قسم خاص، صدر به الشيخ محيي الدين أول كتابه، كما ذيله أبو المحاسن بآخر مصنفه.