للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أسَبغ عليه صبغة المعاجم التي اكتسبها بعد ذلك، بخلاف ابن عبد الهادي الذي سلك في كتابه طريقة الفقهاء في أبواب الفقه.

ثم أن كتاب "المصباح المنير" معجم لغوي اهتم مؤلفه فيه بالجانب اللغوي فقط، وذلك بذكر اشتقاق الكلمة وتصاريفها، وإعرابها، ونادراً ما يتعرض للمعنى الشرعي والفقهي للمصطلح فهو بعكس "الدر النقي" الذي أظهره مؤلفه بثوب اللغة والفقه في آن واحد.

لم يهتم الفيومي في كتابه بسرد الشواهد المختلفة لتثبيت معاني المصطلح اللغوية بخلاف صاحب "الدر النقي" الذي أسهب في هذا المجال وأولاه العناية الكبيرة. حيث احتوى كتابه على المئات من الشواهد القرآنية والحديثية والشعرية وغيرها.

رابعاً: بين الدر النقي وتنبيه الطالب عند المالكية:

كتاب "تنبيه الطالب لفهم ابن الحاجب" (١) لمؤلفه محمد بن عبد السلام ابن إسحاق الأموي المالكي الذي كان حياً قبل منتصف القرن التاسع (انظر الضوء اللامع: ٨/ ٥٦، توشيح الديباج للبدر القرافي: ص ٢١٠).

اهتم فيه المصنف رحمه الله بشرح الغريب من الألفاظ الواردة في "مختصر ابن الجاجب الفقهي". وللكتاب خصائص ومميزات جعلته يختلف عما لمسناه في كتاب "الدر النقي" لابن عبد الهادي. منها: -

١ - ترتيب الكتاب، فقد سلك فيه ابن عبد السلام رحمه الله منهج اللغويين في معاجمهم وعلى رأسهم الجوهري في "الصحاح" حيث اعتبر آخر حرف في الكلمة بدلاً من الأول. وجعله الباب للحرف الأخير، والفصل للأول، مثل كلمة "شزف"، يبحث عنها في باب "الفاء" فصل "الشين"


(١) مخطوط مصور بمركز البحث العلمي بجامعة أم القرى تحت رقم ٣٢٨ أصول فقه، عن مكتبة الأسكوريال برقم ٦٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>