وهكذا، فهو بحق أول كتاب في الغريب الفقهي انفرد بهذه الخاصية، ولم أر له في ذلك سمياً.
٢ - نتيجة لما سبق، كان الاهتمام اللغوي للمصطلح عند صاحب "تنبيه الطالب" آكد وأبرز من الفقهيات التي اعتنى بها أبو المحاسن في كتابه.
٣ - الذي يجدر الانتباه إليه أن الأموي رحمه الله رغم اقتفائه طريقة الجوهري في ترتيب مادة كتابه، إلا أنه كان بعيداً عنه عندما جرد مؤلفه من الشواهد المختلفة التي كان يمكن أن يدعم بها آراءه واستفساراته اللغوية التي أودعها كتابه. وهذا ما أسرع إليه ابن عبد الهادي في "الدر النقي" الذي اكتنف العديد من الشواهد المتنوعة.
٤ - اهتم صاحب "تنبيه الطالب" بضبط المصطلح الفقهي بالحروف دون الحركات، وهو دليل على اهتمام المصنف رحمه الله بالمصطلحات وشرحها وبيان معانيها، وهذا ما فعله ابن المبرد في كتابه.
٥ - بعد الذي ذكر يمكن تعداد كتاب "تنبيه الطالب" ضمن المعاجم اللغوية العامة وذلك للخصائص والمميزات التي انفرد بها، وشابه فيها كثيراً من كتب اللغة المتخصصة بخلاف كتاب "الدر النقي" الذي جمع بين اللغة والفقه، بل وزاد على ذلك بما أضافه ابن عبد الهادي من النكت الفقهية والعلمية المتنوعة، فهو معلمة في شتى العلوم والفنون ينهل منه اللغوي والفقيه وغيرهما من رواد العلم والمعرفة.
خامساً: بين الدر النقي وطلبة الطلبة عند الحنفية:
كتاب "طلبة الطلبة في الاصطلاحات الفقهية" لمؤلفه الشيخ نجم الدين ابن حفص النسفي (ت ٥٣٧ هـ) جمع فيه مصنفه رحمه الله غريب الألفاظ والمصطلحات الواردة في كتب الحنفية، ثم أوسعها شرحاً وبياناً شافياً أزال به الغموض والإشكال الوارد عليها.
وللكتاب منهج واضح سلكه النسفي، وارتضاه في عرض مادته العلمية