٤ - نستطيع أن نتلمس شخصية ابن عبد الهادي الفقهية، وذلك من خلال عرضه للمسائل الفقهية المتنوعة، وخصوصاً ما تعددت فيه الروايات والآراء فإنه كثيرًا ما يظهر بالقدرة التي تجعله يرجح ويختار، ولا ريب في ذلك فإنه فقيه متمكن ومؤلفاته دالة على ذلك.
٥ - لقد اعتمد ابن عبد الهادي في تأليف كتابه على النقل المستمر، وهذا ليس بدعاً فيه، شأنه في ذلك شأن غالب الأئمة المتأخرين.
٦ - ظهر تكرار كثير من المصطلحات فأعيد شرحها وبيانها مرات مختلفة والأمثلة على ذلك كثيرة تأملها في الكتاب، كما لجأ المصنف من حين لآخر إلى العزو والاكتفاء بما سبق.
٧ - لقد امتزج النقل عند ابن عبد الهادي بين الدقة والتثبت من حرفية الأخذ وبين التساهل في العزو، والتصرف بما يورده من نصوص، وما فتحناه من أقواس معكوفة لدليل على ذلك، وهو كثير تأمل ذلك في الكتاب.
٨ - دعم المؤلف رحمه الله المصطلحات التي أوردها في كتابه بجملة من الشواهد القرآنية والحديثية والشعر المعتبر والأمثال وغير ذلك، كما أن معظم ما سرده من أحاديث هي من قبيل الصحيح وقلّما يستشهد بالضعيف منها، ولا شك أن هذا المسلك ليضفي على الكتاب الطابع العلمي الشرعي الرصين، كما يكسب مادته التي أوردها القوة والثقة.
٩ - إن كانت مادة البحث الرئيسية في الكتاب هي المصطلحات الفقهية، فإنه اشتمل كذلك على جملة من الفوائد والنكت والتنبيهات العلمية اللطيفة التي زين بها ابن عبد الهادي كتابه، وجعله يتألق بها بين مصنفات هذا الفن. فهو بحق "در نقي" في المصطلحات الفقهية المتداولة في كتب الفقه عامة.
١٠ - بدت شخصية أبن عبد الهادي العلمية بارزة وقوية، وذلك من خلال تعقيباته وتصويباته النفيسة لما يورده من آراء وأقوال لكبار الأئمة،