للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أحدها: أن الله تعالى غاير بينهما في قوله: {عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} (١).

الثاني: أنَّ سُؤَال الرَّحْمَة يُشْرَع لِكُل مُسْلِم، والصَّلَاة تختص بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وآله وهي حَقٌّ لَهُ ولِآلهِ. ولهذا مَنَع كثير من العلماء من الصَّلاة على معين غيره، ولم يمنع أحدٌ من الترحم على معين.

الثالث: أنَّ رحمة الله عامة وَسِعَت كُلَّ شَيْءٍ وصلَاتهُ خاصةٌ بِخَواصِ عبَاده.

وقولهم: "الصَّلاة مِن العِبَاد بمعنى الدعاء" مُشِكل من وُجُوه: (٢)

أحدها: أنَّ الدعاء يكون بالخَيْر والأكثر، والصَّلاة لا تكوُن إلَّا في الخَيْر.

الثاني: أنَّ "دَعَوْتَ" تُعَدَّى "باللَّام" و "صَلَّيْتَ" لا تُعَدَّى إلَّا بـ "على" و "دَعا" الُمعَدَّى بـ "على" ليس بمعنى "صَلَّى"، وهذا يدُلُّ على أنَّ "الصَّلاة" ليستْ بمعنى "الدعاء".

الثالث: أنَّ فِعْلَ الدُّعاء يقْتَضي مدْعُواً، ومدْعُواً لَهُ، تقُول: دعوتُ الله لك بِخَيْر، وفِعْل الصَّلاة لا يقتضي ذلك.

لا تقول: صَلَّيْت الله عليك، ولا لك. فدل على أنه ليس بمعناه.


(١) سورة البقرة: الآية ١٥٧.
(٢) القَوْل بأنَّ الصلاة مِن الله: الرحمة، ومن الملائكة: الاستغفار، ومن العباد: الدعاء والتَّضَرع. قول الضحاك والأزهري وثعلب وابن الأعرابي وغيرهم من علماء اللغة، وكَثيرٌ من المتأخرين. انظر (تهذيب اللغة: ١٢/ ٢٣٧، مادة صلى، حاشية الروض المربع: ١/ ٣٥، جلاء الأفهام: ص ٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>