للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

- قوله: (النَبِيِّين)، واحِدُهم نَبيٌّ، "يهمز" ولا "يهمز" مَنْ جَعَله من "النَبَأ" همزه، لأَنه يُنَبِّئ النَّاس، أو لأنَّه يُنَبأ هو بالوَحْي.

ومَنْ لم يُهْمِز، إمَّا سَهَّلَهُ، وإما أخذَه من النَبْوَة: وهو الارْتِفَاع، لِرِفْعَة منَازِلهم على الخَلْق. (١)

وقيل: هو مَأخوذٌ من "النَبيْ" الذي هو الطَّريق، لأَنَّهم الطُّرُق إلى الله تعالى. (٢)

والنَبِيُّ: مَنْ بَلَغه الوَحيُ من الله بواسطة أوْ بِدُونها. (٣)

- قوله: (وعلى آله)، أخْتُلف في أصِلْ "آل".

فقيل: أصله "أهْلْ"، ثُمَّ قُلبَت "الهاء" همزة، فقيل: أأل، ثم سُهِّلت على قياس أمْثَالها، ولهذَا إذا صُغِّر رجع إلى أصْلِه، فقيل: أهَيْلٌ. (٤)

وقيل: بل أَصْلُه "أُوَل" وهو عند أصحاب هذا القول: مشْتَقٌّ مِن آل، يَؤُول: إِذا رجع (٥) فـ "آل" الرجل: هم الذين يَرْجِعُون إليه، ويُضَافُون إليه. وَيؤُولُهم؛ أي: يَسُوسُهُم. فيكون مَآلُهُم إليه.

وإِذا فُرِد "الآل" دخل فيه الُمضاف إليه، وقيل: لا، (٦) والصواب:


(١) انظر: (اللسان: ١٥/ ٣٠٢ مادة نبأ).
(٢) انظر: (مشارق الأنوار للقاضي عياض: ٢/ ٢).
(٣) انظر تعريف النبي، واختلاف العلماء في ذلك في: (أعلام النبوة للموَرْدِي: ص ٣٧، النبوات لابن تيمية: ص ٢٥٥، الرازي في تفسيره: ٢٣/ ٤٩، روح المعاني للألوسي: ١٧/ ١٧٢، شرح العقيدة الطحاوية: ص ١٢٥، نبوة محمد في القرآن لحسن عتر: ص ٤٦).
(٤) انظر: (اللسان: ١١/ ٣٠ مادة أهل، المصباح المنير: ١/ ٣٤).
(٥) (المغرب للمطرزي: ١/ ٤٩، اللسان: ١١/ ٣٢ مادة أول).
(٦) وهو مذهب الكسائي، وتبعه في ذلك النحاس والزبيدي.
قال الفيومي في المصباح: ١/ ٣٤ مادة أهل: "وليس بصحيح: إذْ لَا قِياس يعضده، ولا سماع يؤيده". وهذا مذهب المصنف رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>