للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وهو في الشرع: عبارة عن الإحرام بالحَجِّ والعمرة معاً (١).

٨٢٢ - قوله: (لَبَّى)، بغير "همز" (٢)، وهو الأصل على وزن "عَبَّى". ولِبَّى -بالكسر- وهو لغة، والتلبية لَمن دَعَا قَولُ "لَبَّيْكَ".

قال الشاعر (٣):

فَلَبَّيْكَ من داع دعا ولَوْ آنَّنِي ... صَدىً بيْن أحْجَارٍ لَظَلَّ يُجِيبُها

وكأَنَّه دُعِي إِلى الحَجِّ، فإِنَّ الله دعا كُلَّ مؤمنٍ إِليه. ولما امْتَثَل وشرَعَ في الفِعْل سَنَّ لَهُ أنْ يقول: "لَبَّيْك لِمَا دَعَوْتَنِي إِلَيْه".

والتَّلْبِية بالحَجِّ قول: "لَبَّيْك اللَّهُم لَبَّيْك" إلى آخره ... ، وهو اسمُ مُثَنَّى عند سيبويه وجماعة (٤)، وقال يونس بن حبيب: "ليس بِمُثَنَّى، وإنما هو مثل: "علَيْكَ وإِلَيْك" (٥) وحكى أبو عبيد عن الخليل: "أن أصل التلبية، الإقامة بالمكان، يقال: ألبيت بالمكان، ولبيت به: إذا أقَمْت به" (٦)، وهو منصوب


(١) أو الإهلال بالعمرة ثم يدخل عليها الحج أو عكسه، وهذا مختلف فيه، انظر ذلك في: (بداية المجتهد: ١/ ٣٦١، المغني: ٣/ ٢٣٢، فتح الباري: ٣/ ٤٢٣، البناية على الهداية: ٣/ ٦١٢) والقران: أفضل عند أصحاب الرأي، وسفيان، والمزني، انظر: (المجموع: ٧/ ١٤٠، حاشية ابن عابدين: ٢٠/ ٥٢٩، البناية على الهداية: ٣/ ٦١١).
(٢) وحكى لغة الهمز الجوهري في: (الصحاح: ٦/ ٢٤٧٨ مادة لبى).
(٣) هو المجنون، كما في (الموشى للوشاء: ص ٧٥).
(٤) انظر: (الكتاب: ١/ ٣٤٩)، وكذلك: (الصحاح: ١/ ٢١٦ مادة لبب، والزاهر للأزهري: ص ٨٩، والمصباح المنير: ٢/ ٢٠٩، والزاهر لابن الأنباري: ١/ ١٩٧).
(٥) انظر: (الكتاب لسيبويه: ١/ ٣٥١) قال محقق الكتاب: "الرماني: وجه قول يونس أن المصادر يقل فيها التثنية والجمع". انظر: (الكتاب: ١/ ٣٥١ هامش رقم ١).
(٦) انظر: (غريب الحديث لأبي عبيد: ٣/ ١٥) وكذلك (الكتاب لسيبويه: ١/ ٣٥١)، وإلى رأي الخليل مال أبو العباس ثعلب وغيره. انظر: (الزاهر لابن الأنباري: ١/ ١٩٦، تهذيب اللغة: ١٥/ ٣٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>