للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٧٥ - قوله: (ويكونُ الحِجْر)، بكسر "الحاء"، وسكون "الجيم" لا غير، وفي الحديث "لأَدْخَلْتُ الحِجْر في البيت" (١)، والحجْرُ من البيت، وذلك أنَّ قريشاً لما بَنَوا البيت قَصُرتْ به النَّفقة فأخْرَجُوا الحِجْرَ منه (٢).

٨٧٦ - قوله: (خلْف المقام)، يعني: مقام إبراهيم، ويجوز فيه "مَقَام" بفتح "الميم"، و"مُقَام" بضمها، وقرئ الوجهان (٣)، وفي سبب تسميته بالمقام أقوال: - أحدها: أنه قام عليه حتى غسلتْ زَوْجَة ابنه رأْسه، قاله ابن مسعود، وابن عباس (٤).

والثاني: أنه قام عليه لبِنَاء البيت، وكان إسماعيل يُنَاوِله الحجارة، قاله سعيد بن جبير (٥).

والثالث: أنه قام عليه لِغَسْل رأسه، ثم قام عليه لبناء الكعبة، قاله


(١) أخرجه مسلم في الحج بلفظ قريب منه: ٢/ ٩٦٩، باب نقض الكعبة وبنائها، حديث (٤٠٠).
(٢) أخرج البخاري في التفسير: ٨/ ١٧٠، باب قوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ} حديث (٤٤٨٤) عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألم تر أنَّ قَوْمَكِ بَنَوْا الكعبة واقتصروا عن قواعد إبراهيم، فقلت: يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم؟ قال: لولا حَدَثان قومك بالكُفْر ... ".
(٣) لم أقف على من قرأ بالضم فيما وقع تحت يدي من مصادر. والله أعلم.
(٤) ذكر هذا القول. الطبري في تفسيره ١/ ٥٣٧، ونسبه للسدي فقط.
(٥) وهو قول ابن عباس كذلك، ذكره ابن جرير في (تفسيره: ١/ ٥٣٦)، وإليه مال الشوكاني في (فتح القدير: ١/ ١٤٠).
أما سعيد بن جبير، فهو التابعي الحافظ، الإمام المقرئ، أبو محمد ابن هشام الأسدي مولاهم الكوفي، أحد الأعلام، روى عن ابن عباس وعائشة وأبي موسى الأشعر قتله الحجاج ٩٥ هـ. أخباره في: (سير أعلام النبلاء: ٤/ ٣٢١، طبقات ابن سعد: ٦/ ٢٥٦، وفيات الأعيان: ٢/ ٣٧١، تذكرة الحافظ: ١/ ٧١، طبقات المفسرين للداودي: ١/ ١٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>