كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي

كتاب: البيوع، وخيار المتبايعين - باب: بيع الأصول والثمار - ج: 2 - ص: 460

٩٦٧ - قوله: (والتَّوْلِية)، مصدر وَلَّى تولية كعَلَّى تعلية، والأصلُ في التَّولية: تَقْلِيدُ العَمَل، يقال: وَلّى فلان القضاءَ والعملَ الفُلَاني، ثم اسْتُعْمِلت التولية هنا (١)، بأن يُعْطِيه الَمبِيع بما أخَذهُ (٢).

٩٦٨ - قوله: (الِإقالة)، قال ابن دَرسْتَويه (٣) "الِإقالة في البيع: نقْضُه وإبْطَالُه" (٤). قال الفارسي (٥): "معناه: أَنَّك ردَدْت عليه ما أخذْتَ منه، ورَدَّ عليك ما أخذ مِنْك" والأفصح: أقَالَهُ، ويقال: قَالَهُ بغير "ألفٍ" ذكرها أبو عبيد، وابن القطاع، والفراء (٦)، وقطرب.

وقال أهل الحجاز: يقولون: قِلْتُ فهو مَقْيُول، ومَقِيلٌ.

قلتُ: ما ذَكَرُوه من مَعْنَى الإِقالة، لعلَّه معناها الشرعي، وإِلَاّ فَأصْل

---

(١) أي: في البيع.
(٢) قال الأزهري: "ولا يجوز أنْ يُوليه إياها بأكثر ممَّا اشتراها أو باقل - بهذا اللفظ - لأن لفظ التولية يقتضي دفعها إليه بمثل ما اشتراها به" (الزاهر: ص ٢٢٠).
(٣) هو عبد الله بن جعفر بن درستويه بن المرزبان الفارسي الفسوي، أبو عمد عالم اللغة والنحو أخذ عن ابن قتيبة والمبرد، من أبرز تصانيفه: "تصحيح الفصيح" توفي ٣٤٧ هـ. أخباره في: (سير الذهبي: ١٥/ ٥٣١، تاريخ بغداد: ٩/ ٤٢٨، نزهة الألباء: ص ١٩٧، المنتظم: ٧/ ٣٨٨، إنباه الرواة: ٢/ ١١٣، وفيات الأعيان: ٣/ ٤٤، البداية والنهاية: ١/ ٢٣٣١).
(٤) انظر: (تصحيح الفصيح له: ١/ ٢٨٩).
وقد نسب صاحب "المطلع: ص ٣٣٨" هذه المقولة لابن سيدة أيضاً.
وقال الأزهري: "والإقالة: فسخ البيع بين البائع والمشتري، وهي من إقالة العثرة ... وهي مثل: "التولية" في كونها لا تجوز بأقل مما اشتراها به أو بأكثر، إلا أن التولية: بيع، والإقالة: "فسخ" انظر: (الزاهر: ص ٢٢٠).
(٥) هو إمام النحو أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي الفسوي، صاحب التصانيف الجليلة لم يسبق إلى مثلها اشتهر ذكره في الآفاق، حدث عن جماعة من العلماء توفي ٣٧٧ هـ أخباره في: (تاريخ بغداد: ٧/ ٢٧٥، إنباه الرواة: ١/ ٢٧٣، وفيات الأعيان: ٢/ ٨٠، الوافي بالوفيات: ١١/ ٣٧٦، سير الذهبي: ١٦/ ٣٧٩).
(٦) انظر: (الأفعال: ٣/ ٥٩).