للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منها الفتح، نعم جاء أيضاً في مضارع حل بالمكان، إذا لم يتعد بنفسه- الكسر، كما في مضارع حشر، فعليها يكون قياس الظرف منهما الكسر، وقيد الناظم حل بالنزول احترازاً من حل الدين ونحوه اللازم فإنه على القياس: المصدر منه مفتوح، والظرف مكسور، فتقول: حل الأجل مَحَلاً بالفتح؛ أي حلولا، وبلغ الأجل محِله بالكسر؛ أي وقته. قال الله تعالى {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} [البقرة: ١٩٦] أي مكانه الذي ينحر فيه. ومن ذلك المصدر من عجز يعجز [كضرب يضرب، ومن هلك يهلك مثله، ومن عتب عليه يعتب كذلك]، قالوا فيه: المعجَز والمعجِز بالفتح والكسر مجرداً عن التاء، وكذا المعجَزة والمعجِزة. والمعتَبَة والمعتِبَة، والمهلَكة والمهلِكة بتاء التأنيث فيها، والقياس فيها الفتح في المصدر، [والكسر في الظرف، وربما قالوا: عتب عليه يعتب كنصر ينصر، وعجز يعجز، كفرح يفرح، وكذا هلك يهلك، وذلك يقتضي الفتح في المصدر والظرف معا]، وإنما قيد الناظم المعتبة والمهلكة بالتاء؛ لأن المعتب بمعنى العتاب لم يأت إلا بالفتح على القياس، وأما المهلك فسيأتي أنه مثلث العين وكذا المهلكة. ومنه المكان من وضع يضع ووجل يوجل، قالوا فيه: الموضَع والموضِع، والموجَل والموجِل، وقد سبق أن ظاهر عبارة الناظم فيما فاؤه واو أن المصدر والظرف منه معاً مفعل بالكسر؛ سواء كان مضارعه مكسوراً كوعد يعد، أو مفتوحاً كوجِل يوجَل ووضَع يضع، وعلى هذا فالشاذ في الموضع والموجل الفتح، ولكن سبق أن المختار اختصاص ذلك بمكسور المضارع، كوعد دون مفتوحه، وعليه فالشاذ فيهما الكسر، كما في فرح يفرح

<<  <   >  >>