والظاهر ـ والله أعلم ـ أنَّ ابن عَمْرٍو هُوَ الذي فرّق أهل العلم في «بريدة» إلى فريقين، كما قاله الشيخ ابن مانع ـ كما سبق في ترجمته ـ، وقد تبنَّى ابنُ عمرو مسائلَ مخالفة، واحتمى لها، ونافح عنها، وانتهج نهجاً ليس عليه شيخه ابن جاسر، ولابن عمرو أتباع؛ نظراً لبيانه، وسلاطته، وقربه من حكام آل رشيد، وحماسه المنقطع النظير؛ عِداءً لدعوة التوحيد وأهله.
وعند التفصيل يظهر ـ والله أعلم ـ أنهم أربعة أقسام؛ لأن الباطل دوماً يتشعب، ومَن خرج عن جادة الصواب؛ وجد أمامه السبل تتفرق به، وعلى كل سبيل صاحب هوى يحمل الراية، وكل حزب بما لديهم فرحون.
وإن كان بعضهم كثيرٌ عليه أنْ يُجْعَلَ في قسمٍ خاص ـ ولو كان قسماً سيئاً ـ، وليس من تلازم بين المخالفة وأن يُصنَّفَ المخالِفُ في قسم شهير من أقسام المخالفين، والغالب وجود ارتباط وتشابه.
فربما نجد مَنْ انفرد بآراءٍ لايمكن وصفه بأنه من أتباع هؤلاء وهؤلاء، لذلك يهمنا القسمان الشهيران اللذان ذكرهما غالب العلماء، وإن