للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بابن النجار، قاضي قضاة الحنابلة بالديار المصرية. هو الإمام الحبر، الفقيه العلامة، المتفنن المتقن النحرير العارف بالله تعالي، أوحد عصره فضلًا وعلمًا وإتقانًا صاحب التآليف التي سارت شرقًا وغربًا، وتداولها الناس عجمًا وعربًا، شيخ أهل الحديث، عمدة أهل الإسناد والأثر، جمال الأخبار والسير، حامل لواء المَذْهب المُذهَب، والسالك في إقامة معالم السنن خير طريق ومذهب، المشتهر صيته في الأمصار، والطائر عمه في سائر الأقطار، بدر أفق الديار المصرية والشامية، شمس سماء العلوم اللدنية والكسبية، جامع أشتات المعلوم والمعارف، حامل لواء العرفان والعوارف.

مولده سنة اثنتين وستين وثمانمائة. ومشايخه تزيد على مائة وثلاثين شيخًا وشيخة، منهم بدر الدين الصفدي القاهري الحنبلي والشهاب أحمد بن علي الشيشيني المتقدم ذكره [] (٣٩).

وكان عالمًا عاملًا متواضعًا، طارحًا للتكلف، سمع منه الشيخ رضي الدين بن الحنبلي الحلبي حين قدم حلب مع السلطان سليم خان سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة الحديث المسلسل بالأولية، وقرأ عليه في الصرف، وأجاز له ثم أجاز بالقاهرة إجازة ثانية بجميع ما يجوز له وعنه روايته بشرطه كما ذكره في تاريخه المسمى (بدر الحبب في تراجم أعيان حلب). وقال الحافظ النجم الغزي العامري في (الكواكب) في ذكر صاحب الترجمة: وذكر والد شيخنا [٢٧ - آ] (يعني العيثاوي): أنّه لما دخل دمشق صحبة الغوري هو وقاضي القضاة كمال الدين الطويل الشافعي، وقاضي القضاة عبد البر بن الشحنة الحنفي، وقاضي القضاة المالكي وشيخ الإسلام جمال الدين القيابي، تفرغ إليهم جماعة للأخذ عنهم لعلوّ أسانيدهم، وكان ذلك في أوائل جمادى


(٣٩) بعد هذا الكلام في الأصل فراغ لخمسة أسطر.

<<  <   >  >>