للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأولى سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة. وذكر الشعراوي في طبقاته أن صاحب الترجمة لم يلِ القضاء إلَّا بعد إكراه الغوري له المرة بعد الأخري، ثم ترك القضاء في الدولة العثمانية، وأقبل على العبادة في آخر عمره، وأكبَّ على الاشتغال في العلم حتى كأنه لَمْ يشتغل بعلم قط، مع أنه انتهت إليه الرئاسة في تحقيق نقول مذهبه وفي علوم السنة، وفي الحديث وفي علم الطب والمعقولات، وكان في أول عمره ينكر على الصوفية، ثم لما اجتمع بسيّدي علي الخّواص وغيره، أذعن لهم واعتقدهم، وصار بعد ذلك يتأسف على عدم اجتماعه بالقوم من أوّل عمره، ثم فتح عليه في الطريق، وصار له كشف عظيم قبيل موته. انتهى ما في الكوكب. وأخذ عن صاحب الترجمة جماعة من الأئمة منهم: الإمام شمس الدين محمد الرملي القاهري صاحب شرح المنهاج المسمى (بنهاية المحتاج)، ومفتي القدس الشيخ سراج الدين عمر بن محمد بن أبي اللطف المقدسي. قال المحبي في تاريخ (خلاصة الأثر): وقرأت بخط الشيخ عبد الغفار المقدسي قال: أخبرني الشيخ سراج الدين عمر أنه لمّا قدم من القاهرة لبيت المقدس قبّل يد والده، فقال له: بأيّ هدية قدمت إلينا عمن أخذت الحديث، فقلت له: عن الشهاب أحمد بن النجار، فحمد الله تعالى وأثنى عليه وقال آن للأب أن يأخذ عن الابن وهي رواية الآباء عن الأبناء فاستعفاه فألح عليه وقرأ حصة من صحيح البخاري فأجازه متأدبًا وهو يطلب منه العفو إنتهى [] (٤٠) [٢٧ ب] [] (٤١).

وكانت وفاة صاحب الترجمة وانتقاله لدار الكرامة سنة تسع بتقديم التاء وأربعين وتسعمائة، وصلي عليه غائبة بدمشق يوم الجمعة يوم عيد الأضحي،


(٤٠) فراغ في الأصل يقدر بستة أسطر.
(٤١) فراغ في الأصل يقدر بسبعة عشر سطرًا.

<<  <   >  >>