للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه؛ فإن الجد توفي سنة أربع وثمانين وثمانمائة، فعلى هذا يكون عمر شيخنا من وفاة الجد فوق العشرين سنة.

وكان شيخنا عبد الرَّحمن المشار إليه دينًا نزهًا عفيفًا متقللًا من الدنيا، يتسبب ببيع الطيب بسوق باب البريد أحد أبواب الجامع الأموي بدمشق ويشغل الطلبة [٢٨ - ب] في حانوته تارة وتارة في الجامع الأموي من غير وظيفة، ولم يتردد إل القضاة لطلب وظيفة ولا غيرها لغيره من العماء وغيرهم، عرضت عليه محفوظاتي: (الخرقي) في فقه الإمام أحمد رضي الله عنه، و (الشاطبية) في علم القراءات، و (مقدمة إيساغوجي) في المنطق وقصيدة كعب بن زهير (بانت سعاد)، و (تصريف العزي)، وكتب لي إجازة كعادة السلف وأجاز لي رواية ما يجوز له روايته بخطه سنة إحدى وأربعين وتسعمائة، ثم قرأت عليه قطعة صالحة من (المقنع) في الفقه بمشاركة قريبي العلامة أقضى القضاة شمس الدين محمد الصفدي الحنبلي، سبط قريبي العلامة الصالح أقضى القضاة أبي المفاخر عبد القادر الرجيحي الحنبلي أيده الله تعالي، وانتفعنا به كثيرًا ولازمناه مدة إلى أن اخترمته المنية يوم الاثنين حادي عشري المحرم سنة إحدى وخمسين وتسعمائة بمنزله بالصالحية، وصلي عليه أولًا بالجامع الجديد (٢) بمحلته غربي الصالحية، وثانيًا بالجامع المظفري المعروف بالحنابلة، وحمل على الأعناق سريره، ودفن قبليّ صفة الدعاء أسفل الروضة بالسفح، قرب والده وأولاده والعلاء المرداوي رحمة الله تعالى عليهم أجمعين. انتهى بحروفه ومن خطّه نقلت.


(٢) الجامع الجديد: كان يعرف بالتربة الخاتونية نسبة إلى عصمة الدين خاتون زوجة نور الدين ثم صلاح الدين أنشأتها سنة ٥٧٧ ثم وسعت هذه التربة وعمر بها جامع يعرف بالجامع الجديد. (الدارس ٢/ ٢٤٤ وثمار المقاصد ٢٠٤) وهو شمال حمام المقدم بالصالحية.

<<  <   >  >>