للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

انتهى كلام النجم ورأيت في المعنى للإمام الشافعي رضي الله عنه:

العبد حر إن قَنِع … والحر عبد إن قَنَع (٣٧)

فاقنع ولا تقنع فما … شيءٍ أذلُ من الطمع

وللعارف بالله حسين الحلاج البغددي:

خذ القناعة من دنياكَ وارضَ بها … وخذْ لنفسِكَ منها راحةَ البدنِ

قولوا لمن ملك الدنيا بأجمعها … هل راح منها بغير القطنِ والكفنِ؟!

ورأيت بخط المرحوم عبد الباقي الحنبلي مفتي الحنابلة بدمشق لبعضهم في معنى ذلك:

يا طالبا صفو عيش كله كدر … أفنيت عمرك أيَّ الشيء تنتظرُ

حملتَ ثقلَ ذنوبٍ لو تحمَّلَها … صمُّ الشواهق لم يُعرف لها أثرُ

فحذِّر النفس قبل الموت وازجُرها … عن المعاصي عسى أن ينفع الحذر

[وقال بعضهم في المعنى] (٣٨):

المال بعدك للوُرَّاث تجمعه … بعد انصرافك من دار إلى دارِ

وطولَ عمرك مشغولٌ أخا سفرٍ … تحت المشقة في عسر وإيسارِ

حتى إذا صارت الأموال وافرةً … وأنت تُتبعُ أسفارًا بأسفارِ


(٣٧) قَنَعَ أي ذلّ للسؤال (اللسان).
(٣٨) ما بين المعقوفتين زيادة من الهامش الذي كتبه الشيخ عبد السلام الشطي الحنبلي ثم قال: عجيب من المؤلف رحمه الله كيف ذكر هذه الأبيات في نسق واحد مع أن الثلاثة أبيات لا تناسب قافية الخمسة الباقيات فالأولى فصلها كما حررنا. انتهى كتبه عبد السلام الشطي الحنبلي لطف الله به في ٦ شعبان ١٢٩٤.

<<  <   >  >>