للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصغير (٤) بالقرب من سيدنا بلال الحبشي -رضي الله تعالى عنه-، وشهد جنازته خلق كثير وكتب وصيته [٣٨ - ب] قبل موته بمدة وأبقاها على وسادته بخلوته في الباذرائية، ولما احتضر قال: قد وضعت وصيتي تحت الوسادة فإذا مت فخذوها واعملوا بما تضمنته، ثم لما قضى نحبه أُخرجت فوجد فيها جميع ما يملك وأنبأت بأشياء أجازها ورثته وخلّف أشياء كثيرة من كتب وأمتعة وغيرها. انتهى ما نقله المحبي. وترجم صاحب الترجمة العلامة الحافظ النجم الغزي العامري في ذيله على كتابه الكواكب فقال بعد أن ذكر مشايخه المتقدم ذكرهم: وكان ماهرًا في طريقته، وله محاضرة حسنة، واختفى في فتنة محمود القابجي، ثم سافر إلى جهة صيدا وركب البحر إلى القاهرة واجتمع بسيدي محمد البكري وغيره، واستمر بها مدة أشهر حتى همدت الفتنة فعاد إلى دمشق، وولي مكانه حتى مات. وكان من أعيان دمشق والمعول عليهم فيها، ثم قال النجم: ومات في شوال سنة اثنتين بعد الألف وهو شهر ميلاده كما سبق، انتهى. قلت: ورأيت بخطّ بعضهم: صوابه في صبيحة نهار الأربعاء عاشر ذي الحجة من سنة سبع عشرة وتسعمائة. ثم قال النجم: وكانت وفاته في شوال ليلة الجمعة. ورأيته في المنام بعد سنين فقلت له ما فعل الله بك؟ فضحك إليّ وقال: يا مولانا الشيخ أما علمتَ أنّي مت ليلة الجمعة رحمه الله تعالى، انتهى. في الذيل باختصار: ورأيت بخط الشمس محمد الداودي الدمشقي في يومياته ما صورته: وفي ليلة الجمعة سادس عشري شوال سنة اثنتين بعد الألف توفي نائب القاضي الحنبلي وهو المشهور بالقاضي شمس الدين الرجيحي الحنبلي،


(٤) الباب الصغير: أحد أبواب دمشق القديمة وكان يسمى الباب القبلي سمي بذلك لأنه كان أصغرها حين بنيت وهو الآن باب الشاغور وهو روماني قديم نزل عليه يزيد بن أبي سفيان في حصار دمشق ودخل منه تيمورلنك سنة ٨٠٣ هـ[دمشق في مطلع القرن العشرين] وتنسب إليه المقبرة المشهورة باسمه قريبًا منه.

<<  <   >  >>