للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليس هو بابن الرجيحي، وإنما هو ابن بنت القاضي عبد القادر الرجيحي، إلى أن قال: وصلي عليه بعد صلاة الجمعة. وخرج قاضي القضاة وهو مولانا مصطفى جلبي بن حسين جلبي ابن سنان أفندي في جنازته إلى المقبرة، وحضر القضاة والعدول والعلماء، وكانت جنازته مشهودة ودفن خلف تربة سيدي بلال الحبشي من جهة الشرق عند قبر [] (٥) وكان سِنُّه خمسًا وثمانين سنة، فإنّ مولده على ما أخبرنا به غير مرة سنة سبع عشرة وتسعمائة قال: ولدت أنا والشيخ علاء الدين بن عماد الدين رحمه الله تعالى في سنة واحدة وذكر لي من تقدم الآخر في الأشهر، لكن لم يحضرني الآن. وكانت وفاة الشيخ علاء الدين المذكور في أواخر سنة إحدى وسبعين وتسعمائة عن أربع وخمسين سنة تقريبًا ثم قال الداودي المزبور في يومياته المذكورة: وفي يوم الخميس ثالث ذي القعدة سنة اثنتين وألف أُحضرت كتب القاضي الرجيحي إلى الجامع الأموي للبيع بعد صلاة الظهر، وكان الباشا والقاضي حاضرين للعساكر الذين في جهاد الكفرة، فنودي على (تفسير القاضي البيضاوي) [٣٩ - آ] فانتهى على الباشا بسبعة وعشرين قبرصيًا بحساب المعاملة، فبعد أن كتب عليه بها جاء الدلال وقال يا مولانا الباشا زادوا عليك وجعلوه بمائة قبرصي، فانفعل القاضي لذلك وقال من الذي زاد؟ فقال: رجل شريف فقال الباشا: وقبرصي آخر زيادة، ثم زيد عليه أيضًا قبرصيان، فزاد قبرصيًا آخر، فصار الكتاب بمائة قبرصي وأربعة قبارصة، وكان هذا من حلم الباشا حيث لم يتغير لزيادتهم عليه. قيل إن الذي زاد عليه هو ابن الدُّسوقي أحد المتشرفين جديدًا، وكان أبوه قد خلّف له ولأخيه أموالًا كثيرة وكان هو من أصهار وارثي الميت، وكانت هذه النسخة بخط الفاضل الأديب الشاعر المنشئ الكاتب


(٥) فراغ في الأصل.

<<  <   >  >>