للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد بن الصالحي، وكان الأكابر يتنافسون في خطه وهو تعليق لكنه نفيس جدًا، وكان الرجيحي قد تكلف على هذه النسخة أكثر من هذا المبلغ بكثير، ثم بيعت كتبه يوم السبت والأحد والاثنين في الجامع وزيد في أثمانها ضعف ضعفها، وبيع فيها من كتب الأوقاف شيء كثير وتجاسر على شرائها الجعفري المصارع قابله الله تعالى بعدله، واشترى كثير من الناس كتبهم (٦) من مشتريها، حتى إن الفقير (٧) اشترى منها كتاب (شرح عمدة النسفي) للعلامة النجم ابن الزهيري بخط مؤلفها، وليس فيها شبهة وقف، بل عليها بخط الرجيحي أنّها دخلت في ملكه من تَرِكةٍ فجاء ابن المؤلف وهو تقي الدين فزعم أنها إنما كانت عنده عارية من مدة، فرددتها عليه وهو كتاب نفيس فيه فوائد كثيرة، واتفق أنه اشترى من الأوراق المفرطة التي تأخرت عن البيع الشاعر الفاضل الجمالي يوسف بن العلموي بأربعة قبارصة فلم يجدها تساوي المبلغ المذكور فعمل هذه الأبيات حتى ردها على ورثته وهي:

الا فانظروا فعل الرجيحي وما صنع … حوى كُتُبًا لكنْ سواه بها انتفعْ

فغالبها وقفٌ ويحرمُ بيعه … إذا كانت الورّاثُ عندهُم ورعْ

وبعضٌ إعاراتٌ وبعض غصيبةٌ … وبعضٌ محاياةٌ ألا بئس ما جمعْ

ولما أبيعت ما رآى الناس غبطة … سوى نقمةٍ تفضي إلى الخسر والبدعْ

وبعضٌ وريقات أخذتُ نواقصًا … عليه لسوءِ الحظ مُطلبي وقع

تساوي بقدر العشر من عشر سعرها … أصبت وما في الحال والله متسع

ولكن شكونا علّ ندرك نصرة … بنجل الفتى أعنيه قاضيَّ في زرع

فذاك مغيثٌ إنْ عرا الّمرءَ حادثٌ … وذاك غنيُّ النفس ليس له طمع


(٦) كذا في الأصل ولعلها: كتبه.
(٧) الفقير: صاحب الخبر وهو الداودي المتقدم ذكره.

<<  <   >  >>