للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان فاضلًا عارفًا وله في التاريخ معرفة وقيّد كثيرًا من أحوال معاصريه في مجاميعه، وذكر وفيات بعض العلماء. قال المحبي: وقد رأيت منقولًا بخطه كثيرًا من الفوائد من ذلك ما صورته: وفي نهار السبت ثالث جمادى الآخرة سنة تسع وألف رأيت أسماء السبعة -رضي الله تعالى عنهم- من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- الذين قتلوا ودفنت أجسامهم بقرية عذرا (٣٢) ورؤوسهم السبعة (٣٣) وأقصابهم في مسجد الأقصاب (٣٤) بأرض العنابة بدمشق وأقدامهم بمسجد القدم:

وسبعة بفنا عذراء قد دفنوا … وهمْ صِحابٌ لهم فضلٌ وإكرامُ

حجرٌ قبيصةُ صيفيٌ شريكهُمُ … ومحرزٌ ثم كرّامٌ وهمّامُ

مني الصلاة عليهم دائمًا أبدًا … تترى تدوم عليهم كلما داموا

قلت: قال ابن كثير في تاريخه: يستحب زيارة قبور الشهداء بقرية عذرا وهم حجر بن عدي الكندي حاملُ راية النبي -صلى الله عليه وسلم-، وابن همام، وقبيصة بن حنيفة العبسي، وصيفي بن نسيك الشيباني، وشريك بن شداد الحضرمي، ومحرز بن شهاب السعدي، وكرام بن حِبّان العبدي كلهم في


(٣٢) قرية عذراء شرقي دمشق على ٢٣ كم منها اشتهرت بالمرج الذي يحيط بها والمعروف بمرج راهط ثم عرف بمرج عذراء وفي هدا المرج كانت موقعة فاصلة بين الضحاك بن قيس ومروان بن الحكم قتل فيها الضحاك وتشتت جموعه وثبتت أقدام الدولة الأموية. وفيها قتل حجر بن عدي وفيها قبره وقيل إنه هو الذي فتحها [معجم البلدان - إعلام الورى ٨٤ الريف السوري ١/ ٢٧٩].
(٣٣) السبعة: هم الذين قتلوا بعذرا -رضي الله عنهم- سنة ٥١ أولهم حجر بن عدي وشريك بن شداد الحضرمي وصيفي بن قبيل الشيباني وقبيصة بن ضبيعة العبسي ومحرز بن شهاب المنقري السعدي وكرام بن حيان العنزي وعبد الرحمن بن حسان العريان العنزي -رضي الله عنهم- ومن الناس من يزعم أنهم مدفونون بمسجد القصب ومنهم من يزعم أنهم مدفونون بعذرا من غوطة دمشق [الزيارات ١٤].
(٣٤) مسجد الأقصاب: ويسمى أيضًا مسجد السادات وتسميه العامة مسجد القصب بناه ناصر الدين محمد بن منجك وهو في حي السادات [ذيل ثمار القاصد ٢٢٢. الدارس ٢/ ٤٢٩].

<<  <   >  >>