للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرن الحادي عشر، فقال: أحد أكابر علماء الحنابلة بمصر، كان إمامًا فقيهًا محدثًا ذا اطلاع واسع على نقول الفقه ودقائقه، ومعرفة تامة بالعلوم المتداولة، أخذ الفقه عن الشيخ محمد المرداوي، وعن القاضي يحيى بن موسى الحجاوي، ثم دخل مصر وتوطنها وأخذ بها بقية العلوم من حديث [٤٧ - آ] وتفسير عن الشيخ الإمام محمد حجازي الواعظ، والمحقق أحمد الغنيمي، وكثير من المشايخ المصريين، وأجازه شيوخه وتصدّر للإقراء والتدريس بجامع الأزهر، ثم تولى المشيخة بجامع السلطان حسن ثم أخذها عنه عصريّة العلامة إبراهيم الميموني، ووقع بينهما من المفاوضات ما يقع بين الأقران، وألف كلٌّ منهما في الآخر رسائل، وكان منهمكًا على العلوم انهماكًا كُلِّيًا قطعَ زمانه بالافتاء والتَّدريس والتحقيق والتصنيف، فسارت بتآليفه الركبان ومع كثرة أضداده وأعدائه ما أمكن أحدٌ أن يطعن فيها ولا أن ينظر بعين الإزراء إليها، وتآليفه -رضي الله عنه- كثيرة غزيرة، منها كتاب (غاية المنتهى) (٧) في الفقه، قريب من أربعين كراسًا، وهو متن جمع من المسائل أقصاها وأدناها، مشى فيه مشي المجتهدين، في التصحيح والاختيار والترجيح، وله كتاب (دليل الطالب) في الفقه نحو عشرة كراريس، و (دليل الطالبين)، لكلام النحويين، و (إرشاد من كان قصده، إعراب لا إله إلا الله وحده)، و (مقدمة الخائض في علم الفرائض)، و (القول البديع في علم البديع)، و (أقاويل الثقات، في تأويل الأسماء والصفات)، و (الآيات المحكمات والمتشابهات)، و (قرة عين الودود، بمعرفة المقصور والممدود)، و (الفوائد الموضوعة، في الأحاديث الموضوعة)، و (بديع الإنشاء والصفات، في المكاتبات والمراسلات)، و (بهجة الناظرين، في آيات المستدلين)، نحو عشرين كراسًا يشتمل على


(٧) طبع كتاب غاية المنتهى في دمشق سنة ١٣٧٨ هـ في مجلدين.

<<  <   >  >>