للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على وجنتيهِ وردتانِ وخالُهُ … كمسكٍ لطيفِ الوصفِ والثغرُ باسمُ

ذوائبُهُ ليلٌ وطلعةُ وجهِه … نهارٌ تبدّى والثنايا بواسمُ

بديعُ التثني مُرسِلٌ فوق خدهِ … عِذارًا، هوى العذريْ لديه ملازمُ

ومن عجب أني حفظت ودادَهُ … وذلكَ عندي في المحبّةِ لازمُ

وبيني وبين الوصل منه تباين … وبيني وبين الفصلِ منه تلازمُ

وقوله رحمه الله تعالى:

ليت في الدهرِ لو حظيتُ بيومٍ … فيه أخلو من الهوى والغرامِ

خاليَ القلب من تباريح وجد … وصدودٍ وحُرقةٍ وهيامِ

كي يُراح الفؤادُ من طول شوقٍ … قد سقاهُ الهوى بكأس الحِمام

وقوله:

يعاتب من في الناس يدعى بعبدهِ … ويقتل من بالقتل يرضى بعمدِهِ

ويشهرُ لي سيفًا ويمرحُ ضاحكًا … فيا ليت سيفَ اللحظ تمّ بغمدِهِ

فلله من ظبيٍ شرودٍ ونافرٍ (١٤) … يجازي جميلًا قد صنعت بضدِهِ

يبالغُ في ذمّي وأمدحُ فعلَهُ … فشكرًا لمن ما جار يومًا بعبدِهِ

وقوله:

لئن قلّدَ الناسُ الأئمةَ إنني … لفي مذهبِ الحَبْر ابنِ حنبل راغبُ

أقلّدُ فتواهُ وأعشقُ قولهُ … وللناس فيما يعشقون مذاهبُ

وكانت وفاة صاحب الترجمة بمصر في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وألف. انتهى ما ذكره المحبي. ورأيت لصاحب الترجمة أيضًا قوله:


(١٤) في الأصل وناضر وما أثبتناه فمن خلاصة الأثر.

<<  <   >  >>