فصل الخطابِ لدى التخاصمِ والمرا … سندٌ لطلابِ القراءةِ والقِرى
يا منْ غدا راجيه ينشدُ معلنًا … الصيدُ كلُّ الصيدِ في جوفِ الفَرا (٢٧)
ماذا يخصُّ البنتَ وابنَ العمِّ يا … ذا الحبر رفعًا للجدال وللمرا
معلومكم قد صار حرًا كاملًا … من بعد ما قدْ كانَ قِنًّا يُشترى
من بعد ذاك قضى أبوها نحبَهُ … حتى غدا مُلقًى رهينًا في الثرى
عنها وخلّفها تكابدُ حزنها … ولها ابنُ عمٍّ قد غدا متحسّرا
ماذا يخصُّ البنتَ وابنَ العمِّ يا … ذا الحبر رفعًا للجدال وللمرا
هل تأخذ المجموعَ نصفًا فرضها … والنصفَ الآخرَ بالوَلا إذ قررا
إن كان هذا العتقُ عنها ناشئًا … فلها الولاء كما أتى متسطّرا
أولا فتأخذُ نصفَها فرضًا لها … والباقي لابنِ العمِّ، أوضح مظهرا
وأبنْ سؤالي غيرَ مأمورٍ بلى … من مستفيدٍ قد غدا متحيّرا
لا زلتَ تهدي من عُلاكَ فضائلًا … وبقيتَ للورّاد بحرًا كوثرا
واسلم ودم واغنمْ وطب ما دام نجـ … ـمٌ في السمواتِ العُلا قد أزهرا
فكتب هو إليّ سلمه الله تعالى الجواب من البحر والقافية وقد أجاد إلى الغاية:
يا أيها الصدرُ المبجلُ في الورى … يا شامخَ الأطوادِ يا عالي الذُّرا
يا فاضلًا حازَ المكارمَ والسرى … يا واحدَ الأفضالِ يا نجمًا يُرى
يا شمس دينِ الله قد نلتَ العُلا … سامحْ أخا التقصير يا من قد درى
للبنت نصفُ المالِ يا بحرَ الندى … والباقي لابنِ العم من غيرِ امترا
لا زلت يا كهف المعالي والتُّقى … في فضلِ خيرٍ كاملٍ مد السرى
(٢٧) فرا: حمار الوحش (التاج) وهو مأخوذ من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: كل الصيد في جوف الفرا. وهو معدود في الأمثال العربية ويستشهد به على من صاد صيدًا كثيرًا لا قيمة له ثم صاد الفرا والفرا خير من الصيد كله.