للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى الغواني كل نسر واقع … يفري أديم الليث منه بمخلبِ

والرعد للأرماح رعدٌ قاصفٌ … والبحر يهدر كالهِزَبرِ الأغلبِ

والبر بحرٌ بالدما والبحر … برّ بالقريح وكلّ كلبٍ أكلبِ

وعلى السواحل غارةٌ شعواء ما … فيها لمن يرجو النجا من مهربِ

وأنا بأوتار القِسّي كأنني … فيه أُغنّي بالرباب وزينبِ

وأقول ليت أحبتي يدرون ما … أنا فيه من لهوٍ وعيشٍ طيّبِ

ولمجنون ليلى:

ذكرتك والحجيج له ضجيجٌ … بمكّة والقلوبُ لها وجيبُ

فقلت ونحن في بلدٍ حرامٍ … به لله أخلصت القلوبُ

أتوب إليكَ يا رحمن مما … جنيتُ فقد تكاثرت الذنوبُ

وأمّا عن هوى ليلى وتركي … زيارتها فإنّي لا أتوبُ

والفاتح لهذا الباب عنترة العبسي في قوله من جملة قصيدة:

ولقد ذكرتك والرماحُ نواهلٌ … مني وبيض الهندِ تقطرُ من دمي

فوددتُ تقبيلَ السيوفِ لأنّها … برقتْ كبارقِ ثغرِكِ المبتسمِ

انتهى [] (١٩) ولصاحب الترجمة أيضًا قوله:

إذا اجتمعت في المرء سبعُ خصائلٍ … تدانت له الدُّنيا يقينا بلا شكِّ

حياءٌ وعلم وانقيادٌ وعفةٌ … ولطفٌ وإحسانٌ ومعرفةُ التركي

ثم قال المحبي: ولعبد الحق أشياء أخر غيرُ ما أثبته له، وفي الذي ذكر مقنع، وقرأت بخطه أنّ ولادته كانت في أول ساعة من نهار الخميس ثامن ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وتسعمائة بتقديم التاء فيهما.


(١٩) في الأصل بياض بنحو ثلاثة أسطر.

<<  <   >  >>